ديدان الحرقص (أو الديدان الدبوسية) هي واحدة من أكثر الطفيليات المعوية شيوعًا التي تصيب الإنسان. تتميز هذه الطفيليات الصغيرة بنشاطها الليلي وقدرتها على إحداث الحكة الشديدة في منطقة الشرج، مما يسبب اضطرابات في النوم والراحة العامة للمصابين بها. تعتبر العدوى بديدان الحرقص أكثر شيوعًا بين الأطفال، لكنها يمكن أن تصيب الأفراد في أي عمر. يتركز هذا المقال على وصف ديدان الحرقص، آلية العدوى بها، أعراضها، سبل التشخيص، والطرق الفعالة للعلاج والوقاية منها.
جدول المحتويات:
تعريف ديدان الحرقص
ديدان الحرقص هي ديدان صغيرة بيضاء اللون، طولها يتراوح بين 2-13 ملم. تعرف علميًا باسم Enterobius vermicularis وهي من الديدان الطفيلية التي تعيش في أمعاء الإنسان، حيث تتغذى على محتويات الأمعاء. تتميز بقدرتها على وضع البيض حول منطقة الشرج، مما يؤدي إلى الحكة الشديدة، خاصة أثناء الليل عندما تخرج الإناث لوضع بيضها.
دورة حياة ديدان الحرقص
تبدأ دورة حياة ديدان الحرقص عندما يتم تناول البيض عن طريق الفم، والذي ينتقل بسهولة بسبب التلوث بالأيدي أو الأطعمة أو الأسطح الملوثة. بعد أن يفقس البيض في الأمعاء الدقيقة، تنتقل اليرقات إلى الأمعاء الغليظة حيث تنمو لتصبح ديدانًا ناضجة. بعد ذلك، تتحرك الإناث الناضجة إلى منطقة الشرج لتضع بيضها، مما يسبب الحكة المزعجة في تلك المنطقة. في حالة خدش الشخص المصاب للمنطقة الملوثة، يمكن أن تنتقل البيوض إلى يديه وتنتشر بسهولة إلى الأسطح أو الأشخاص الآخرين من خلال التلامس المباشر أو غير المباشر.
الأعراض السريرية
- الحكة الشرجية: العرض الأكثر شيوعًا لعدوى ديدان الحرقص هو الحكة الشديدة حول فتحة الشرج، خاصة أثناء الليل.
- اضطرابات النوم: الحكة المستمرة تؤدي إلى اضطرابات في النوم، مما يسبب التعب والانزعاج.
- تهيج الجلد: نتيجة الحكة المستمرة، قد تظهر التهابات أو تقرحات في الجلد حول منطقة الشرج.
- ألم في البطن: في بعض الحالات، قد يعاني المصابون من آلام خفيفة في البطن.
- فقدان الوزن: إذا كانت العدوى شديدة أو استمرت لفترة طويلة، قد يتسبب ذلك في فقدان الوزن نتيجة اضطراب الجهاز الهضمي.
تشخيص الإصابة بديدان الحرقص
تشخيص الإصابة بديدان الحرقص يعتمد بشكل كبير على الأعراض السريرية التي يعاني منها المريض، وخاصة الحكة الليلية. ومع ذلك، لتأكيد التشخيص، يتم إجراء اختبار بسيط يُعرف باختبار “شريط السيلوفان”. في هذا الاختبار، يتم وضع شريط لاصق شفاف حول منطقة الشرج في الصباح الباكر قبل الاغتسال، ثم يتم فحصه تحت المجهر للكشف عن وجود البيوض. يعتبر هذا الاختبار دقيقًا للغاية في تشخيص العدوى.
طرق العدوى والانتقال
- التلامس المباشر: يمكن أن تنتقل ديدان الحرقص من شخص لآخر عن طريق التلامس المباشر، خاصة في البيئات المزدحمة مثل المدارس أو المنازل ذات الكثافة السكانية العالية.
- تلوث الأسطح: قد تنتقل العدوى من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ببيض الديدان مثل الأسرة، الملابس، والألعاب.
- الطعام والماء: يمكن أن يتم تناول البيض عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوثين.
- إعادة العدوى الذاتية: خدش المنطقة المصابة ثم ملامسة الفم يؤدي إلى إعادة ابتلاع البيض وتكرار دورة العدوى.
العلاج
لحسن الحظ، فإن علاج عدوى ديدان الحرقص بسيط وفعال. هناك العديد من الأدوية المتاحة التي تقتل الديدان البالغة في الأمعاء وتوقف العدوى. ومن بين هذه الأدوية:
- ميبندازول: هو أحد الأدوية الأكثر استخدامًا لعلاج عدوى الحرقص. يعمل على منع الديدان من امتصاص الجلوكوز، مما يؤدي إلى موتها.
- ألبيندازول: مشابه في عمله لميبندازول ويستخدم بشكل شائع لعلاج العدوى الطفيلية.
- بيرانتيل باموات: يعمل هذا الدواء على شل حركة الديدان، مما يسهل طردها من الجسم مع البراز.
عادة ما يتم تناول هذه الأدوية بجرعة واحدة، ولكن ينصح بإعادة الجرعة بعد أسبوعين للتأكد من القضاء على العدوى تمامًا. من الضروري أن يخضع جميع أفراد العائلة للعلاج في نفس الوقت للحد من انتشار العدوى وإعادة الإصابة.
الوقاية
بالإضافة إلى العلاج الدوائي، هناك عدد من الإجراءات الوقائية التي يمكن اتباعها للحد من انتشار ديدان الحرقص ومنع إعادة العدوى:
- النظافة الشخصية: غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تناول الطعام.
- تقليم الأظافر: يجب تقليم الأظافر بانتظام لمنع تراكم البيض تحتها.
- تنظيف الملابس والفراش: غسل الملابس والفراش يوميًا بماء ساخن للقضاء على البيض.
- تجنب خدش المنطقة المصابة: محاولة عدم خدش منطقة الشرج لتجنب انتشار البيض إلى الأيدي.
- تنظيف المنزل: يجب تنظيف الأسطح بانتظام بالماء والصابون، مع التركيز على الألعاب والأثاث الذي يتم لمسه بشكل متكرر.
المضاعفات المحتملة
على الرغم من أن ديدان الحرقص ليست خطيرة في العادة، إلا أن العدوى الشديدة أو غير المعالجة قد تؤدي إلى مضاعفات. من بين هذه المضاعفات:
- العدوى الجلدية: الحكة المستمرة قد تؤدي إلى التهابات جلدية بسبب البكتيريا.
- التهاب المهبل: في بعض الحالات، قد تنتقل الديدان إلى الجهاز التناسلي للإناث، مما يسبب التهابات مهبلية.
- انسداد الأمعاء: في حالات نادرة، قد يحدث انسداد في الأمعاء بسبب تجمع كبير للديدان.
الخاتمة
ديدان الحرقص من أكثر الطفيليات المعوية شيوعًا بين الأطفال، ولكنها يمكن أن تصيب أي فرد في أي عمر. على الرغم من أنها ليست خطيرة في العادة، إلا أن العدوى بها تسبب اضطرابًا كبيرًا بسبب الحكة الليلية المستمرة التي تؤثر على النوم وجودة الحياة. لحسن الحظ، فإن التشخيص والعلاج سهلان للغاية، ويمكن الوقاية من العدوى عن طريق اتباع ممارسات النظافة الشخصية الجيدة واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
علاج ديدان الحرقص يتطلب تضافر الجهود من جميع أفراد الأسرة، مع اتباع تعليمات الطبيب بدقة لضمان القضاء التام على الديدان ومنع إعادة العدوى.
مصادر مفيدة:
مقالات قد تعجبك:
رفة العين اليسرى: الأسباب والعلاج..
احمرار تحت العين عند الأطفال،(تعرف على الأسباب والعلاج اللازم لها)
ما سبب حول العين المفاجئ عند الاطفال، انواع الحول، وطرق العلاج