الغابة الاستوائية او المغارة الاستوائية، على الطريق الدولي “بانياس – طرطوس”، غربي سوريا، بعيدا عن ضجيج المدينة ودخان السيارات تجد نفسك في “الغابة الاستوائية”. هذا المشروع المميز القائم على زراعة وإنتاج أشتال الأشجار المثمرة الاستوائية. حيث يمكنك هنا تذوق أنواع مختلفة من الفاكهة الغريبة اضافة إلى الاستمتاع بجمال الطبيعة.
تعد الغابة الاستوائية او المغارة الاستوائية tropical cave المشروع الوحيد في البلاد والتي انطلقت عام 2013 ممتدة على مساحة 8 آلاف متر مربع وتبعد عن البحر حوالي 8 كم.
جدول المحتويات
ماذا تجد في المغارة الاستوائية ؟
في المغارة الاستوائية تجد 6 أصناف من اشجار البابايا، والموز بسبعة أنواع وتعتبر هاتان الفاكهتان أساس عمله، ومن بعدهما قدم 47 نوع دراكون فروت بأنواعه المختلفة، مثل سابوتا وايت والشوكولاتة “سابوتي الأسود” والجوافة وتوت الأنكا، وليتشي، وماكاداميا، وراس بيري وغوجي بيري وستار فروت، صبار أستريكا، وجاك فروت وغويابا وأفوكادو.. والفواكه الأخرى التي لم توجد قبل كفاكهة محلية لذلك فهي تعد تجربة فريدة من نوعها في البيئة المتوسطية.
فقد بدأ هذا المشروع مع ادوات بسيطة وظروف مناخية صعبة لهذا النوع من المشاريع، بأنواع لم تتجاوز الأربعة أصناف حتى وصل بيومنا هذا إلى تقريب التسعين صنف.
والذي ساهم في نجاح هذا المشروع هو البيئة الزراعية الملاصقة لمدينة طرطوس، والتي هي منطقة مناخها أشبه بالمناطق الاستوائية. و لا تبعد عن شاطئ البحر سوى ثلاثة كيلومترات.
من بدأ بمشروع المغارة الاستوائية ؟
حسن محمد هو من قام بمشروع المغارة الاستوائية بتحويل أرضه في قرية “بلاطة غربية” الى هذه الارض الساحرة.
كانت بداية المشروع في عام ٢٠١٣ عندما كلف حسن محمد والذي عمل في مهنة الصحافة وتحديداً التدوينية منها، مع عدد من زملائه في موقع إعلامي سوري بتوثيق الفاكهة الاستوائية في سوريا، مما جعله يتعرف على عدد كبير من الاشجار وقد استفاد من خبراته الزراعية التي اكتسبها بحكم دراسته للهندسة الزراعية بالإضافة لدراسته في كلية الاعلام مما مكنه من زراعتها بجانب منزله في تجويف صخري محمي من الرياح يتميز بتربة مناسبة لها.
من العوائق التي واجهت مشروع الغابة الاستوائية
وقد تحدى الظروف المناخية التي تشكل العائق الاكبر حيث انشأ طبقة مطرية من خلال أنابيب تغطي المساحة بأكملها يتحكم بها كيفما أراد وفي الوقت الذي يحتاجه.
وقد واجه بعض الصعوبات في الحصول على البذور في البداية واحيانا حتى الحصول على قطعة لاتتجاوز ١٠سم من الشجرة لمحاولة إعادة غرسها. واحيانا استعان بأصدقائه ومعارفه المغتربين في الحصول على البذور والادوات التي يحتاجها.
دعم مشروع الغابة الاستوائية
واجهت الغابة الاستوائية العديد من الصعوبات والعوائق واستمرت على هذا الوضع حتى عام 2016، بعدها بدأ العديد من الناس من مختلف المحافظات يدعمونه وينقلون له البذور من أماكن تواجدهم في دول استوائية عديدة، وبهذه الطريقة انطلق المشروع بقوة، وغالبية من ساعدوه لا يعرفهم وحتى اللحظة هذه لم يلتق بقسم كبير منهم وإنما تراسلوا معه وقدموا له البذور عبر شركات النقل فقط.
على الرغم من البداية البسيطة وعدم امتلاك رأس المال الضخم فقد قام بتشغيل ما بين 20 إلى 25 مزارع عبر منحهم أغراس استوائية وشتول أنواع زراعية جديدة لم يألفوها ومن ثم شراء منتجهم أو تسويقه.
أهمية الغابة الاستوائية في مختلف المجالات
ولم تقتصر اهمية المغارة الاستوائية فقط في جماليتها و الفواكه المتنوعة فيها، فعلى الرغم من الشهرة الواسعة التي حققتها وانتشار أخبارها على مواقع التواصل الاعلامي ووسائل إعلام محلية وأجنبية عديدة، فيها فقد وفرت فرص عمل لكثير من اهالي المنطقة، كما جذبت الانتباه من الناحية الطبية أيضا من قبل مراكز متخصصة لصنيع كريمات علاجية وتجميلية مستخلصة من أوراق بعض أنواع الفاكهة.
ولم يقف حسن عند هذا الحد فهو يقوم بالتطوير بشكل مستمر ومن مخططاته القادمة هو إنشاء واحة استوائية توفر إمكانية السباحة بين هذه المناظر الطبيعية الجميلة.
ما هي الخدمات التي توجد في المغارة الاستوائية ؟
يقدم حسن في مشروعه نوعين من الخدمات
الأولى هي جولات تثقيفية للناس عموماً ولطلاب المدارس خصوصاً لتعريفهم على الفاكهة الاستوائية وأنواعها وخصائصها،
والخدمة الثانية مادية والهدف منها الحصول على دعم لإكمال المشروع، إذ يقدم الفواكه وخاصة النادر منها وغير المرغوبة أحياناً للناس كي يتذوقوها ويتعلموا كيفية الاستفادة القصوى منها الأمر الذي يجهله 95% من الزوار، بحسب قوله، وهو تحديداً ما جذب الناس لمزرعته للتعرف على أصنافها الغريبة.
ما هو المطر الاستوائي ؟
لقد ابتكر حسن المطر الاستوائي بمساعدة صديقه وبأفكار وتكاليف بسيطة، يغطي هذا المطر الاستوائي مساحة 700 م مربع، لتصبح شبيهة اكثر بغابة استوائية مطيرة لكنه اوقفه بسبب الرطوبة العالية في فصل الصيف وانتشار الحشرات.
من إنتقادات إلى تشجيع وتعاون
على الرغم من الإنتقادات التي تعرض لها حسن في بداية مشروعه لكنه نجح حتى الآن في إقناع اثنين من مالكي المزارع بتحويل جزء من أرضهم لإنتاج الفاكهة الغريبة والسريعة النمو، ويضيف بأنه يشتري محصولهم بأسعار أفضل من تلك الموجودة في السوق ويؤمن لهم المشاتل المجانية من مشتله.
كل هذا من اجل التشجيع على زراعة هذه النباتات والهام المشاريع المحلية الصغيرة ومنح دخل اضافي للراغبين في تبني الفكرة.
ولم يتوقف فقط على المشاريع الصغيرة بل قام بتشجيع الكثيرين من الناس لزراعة هذه النباتات سواء في حدائقهم الخاصة او منازلهم ويعلمهم طرق العناية بها.
قد يعجبك أيضا:
أبواب دمشق السبعة 7 .. تعرف على تاريخ هذه المدينة العريقة
كل ماتحتاج معرفته عن جامعة الاندلس الخاصة للعلوم الطبية في سوريا 2024