التأتأة عند الأطفال
  • أغسطس 21, 2024
  • Anood Sharani
  • 0

تبحث عن معلومات حول اضطراب التأتأة عند الأطفال ؟ إليك هذا المقال الذي يلقي الضوء على أسباب نشأة اضطراب التأتأة العضوية والنفسية وماهي الخطوات الواجب على الوالدين اتباعها للتخفيف والعلاج من هذا الاضطراب.

التأتأة عند الطفال

1 – تعريف اضطراب التأتأة عند الأطفال:

 هي اضطراب في النطق يصيب الأطفال يتمثل بتكرار أول حرف من الكلمة أو مقطع من الكلمة أو تكرار كلمة معينة من الجملة ويفقد السلاسة والانسيابية في الكلام.

وقد  يتلاشى  اضطراب التأتأة عند الأطفال تلقائياً قبل عمر 5 سنوات أي في مرحلة تكون اللغة  عند هذا العمر تكون اللغة في طور التشكل والتطور لكن بعد عمر 5 سنوات إذا استمر الاضطراب ولم يحدث تحسن  هنا يجب الأخذ باستشارة المختصين لتشخيص الاضطراب .

 وتنشأ نتيجة تعرض الطفل لصدمة نفسية إثر حادث مخيف أو مرعب أو مهدد للحياة  مثل حادث سيارة أو زلزال أ\و انفجار أو رؤية أحد الوالدين أو الأخوة قد تعرض لحادث مأساوي  وهو ما يعرف بتأثير قلق ما بعد الحادث وهو ما يعرف بالصدمة أو ما يسمى بالإنكليزية troma)) حيث يفقد الدماغ نتيجة الصدمة السيطرة على عضلتين أساسيتين وهما المثانة وعضلات الفك ويبدأ الطفل إما بالتبول اللاإرادي وعدم السيطرة على المثانة أو يبدأ ظهور اضطراب بالنطق مثل التأتأة.

واضطراب التأتأة عند الأطفال ليس بالأمر السهل ويعتبر من أعقد الاضطرابات التي تحتاج إلى جهود من قبل أخصائي ومتابعة حثيثة من جهة الوالدين والأسرة.

اضطراب التأتأة  عند الأطفال ليس حكراً على مرحلة الطفولة بل إنه قد يظهر في أي مرحلة عمرية نتيجة تعرض الشخص لصدمة أو. حدث أليم ويظهر لدى الإناث والذكور على حد سواء.   

2 -أسباب التأتأة عند الأطفال:

1-أسباب جينية :قد يكون أحد الوالدين يعاني من التأتأة فينقل الجين للطفل ويشكل السبب الجيني 10% من مسببات التأتأة

2- أسباب عصبية : وهو أن الدماغ يعاني من خلل في إرسال السيالات العصبية والإشارات من الدماغ إلى العضلات المسؤولة عن النطق .

3- أسباب عضوية :  ويكون السبب حدوث خلل أو مشكلة في الفص الأيسر  من الدماغ وهو المسؤول عن اللغة والنطق عند الطفل وقد يكون هذا الفص المسؤول قد تعرض لإصابة أو .خلل أثناء تكوينه.

وهذه الاضطرابات تحتاج إلى تدخل طبيب مخ وأعصاب للتشخيص ومعرفة السبب الحقيقي وراء الـتأتأة واختيار الوسيلة المناسبة للتدخل والعلاج ولكن من أهم الأسباب التي تسبب اضطراب التأتأة عند الأطفال هي الأسباب النفسية.

4- أسباب نفسية :تحدث نتيجة تعرض الطفل لصدمة نفسية مثل  ولادة طفل جديد أو طلاق الوالدين أو تعرض الطفل للتحرش أو تعرضه  أو أحد أفراد عائلته لحادث خطير أو قد تكون الصدمة ليست بالحدة التي تذكر لكن الطفل استقبل الحدث كصدمة شديدة سببت ظهور التأتأة.

وتشكل الأسباب النفسية النسبة العظمى لاضطراب التأتأة فيما تزيد عن نسبة 75% من الأسباب .

3-ماهي المشاعر النفسية السلبية التي تختبئ وراء اضطراب التأتأة عند الأطفال  :

ماهي المشاعر النفسية السلبية التي تختبئ وراء اضطراب التأتأة عند الأطفال  :

تنطوي جميع الأسباب والصدمات التي سببت اضطراب التأتأة لدى الطفل تحت شعور الخوف والقلق  حيث يعتبر شعور الخوف المسبب الرئيسي والجذر الأساسي لظهور جميع المشاعر السلبية والتي تنشأ عنها الاضطرابات والأمراض النفسية وتشتق من مشعر الخوف جميع المشاعر السلبية الهدامة للبنية النفسية للطفل  لذا من الضروري الانتباه للمصادر التي تسبب الخوف والقلق للطفل واستقصائها وإبعاده عنها.

لذا يكون من الواضح أن الطفل الذي يعاني من اضطراب التأتأة أنه يعاني من مشكلة حقيقية بحاجة للتدخل والعلاج ويجب على الأهل عدم الاستخفاف بالمشكلة واعتبارها نوع من الدلع والغنج بل يجدر بالأهل التقصي لمعرفة ما يتعرض له طفلهم.

إن شعور الخوف هو المسبب الرئيسي الذي أوجد اضطراب التأتأة عند الأطفال حيث يبعث اضطراب التأتأة برسالة للمحيط توحي بالخوف والقلق والتردد وعم الثقة بالمحيط وعدم الثقة بالنفس والحاجة إلى إثبات الذات.

وقد يتعرض الطفل الذي يعاني من اضطراب التأتأة لمضايقات من أقرانه وأصدقاءه وتقليد طريقة كلامه بقصد الاستهزاء وقد يبدأ أصدقاءه بالانسحاب من حوله مما يجعله يعاني ضغوط نفسية يصعب التعبير عنها فيؤدي ذلك إلى تفاقم مشكلته.

4 –كيفية التصرف عند ملاحظة اضطراب التأتأة عند الأطفال؟

على الوالدين التوجه مباشرة إلى طبيب المخ والأعصاب لمعرفة تشخيص الحالة حيث يقوم طبيب المخ والأعصاب بوصف الأدوية المناسبة إذا كان هناك ضرورة لها ثم التوجه إلى أخصائي التخاطب المختص بعلاج اضطراب التأتأة عند الأطفال الذي يتخذ الإجراءات التدريبية والتقويمية المناسبة بناء على تشخيص طبيب المخ والأعصاب .

5 -دور الأسرة في علاج اضطراب التأتأة عند الطفل :

دور الأسرة في علاج اضطراب التأتأة عند الطفل

أولاً-إبعاد مصادر القلق والخوف:

-إبعاد الطفل عن الضغوط والمشكلات الأسرية و مناقشة الخلافات وحلها بعيداً عن مسامع الطفل.

– مراقبة بيئة الطفل عن كثب لمعرفة المسبب الذي قد يكون من البيئة المحيطة خارج المنزل كالأصدقاء أو بيئة الروضة والمدرسة أو أحد الأقارب التي قد تكون المسبب الرئيس لاضطراب التأتأة.

-قد يكون الطفل قد تعرض للتحرش أو يتعرض له لذا من الواجب الانتباه لهذا الجانب وعدم ترك الطفل مع الغرباء أ حتى الأقارب لأن المتحرش قد يكون من المقربين الذي لا يمكن الشك فيه.

– عدم استخدام القسوة والعنف مع الطفل بشكل عام وقد يعتقد بعض الأهل أنهم يستطيعون حل اضطراب التأتأة عند الأطفال بالقسوة والعنف والتهديد مما قد يفاقم الأمر سوء أوقد يقول للطفل أنا لن أصغي أو أرد عليك إذا كان في حديثك تأتأة مما يدفع بالطفل إلى الصمت والانطواء.

ثانياً- التفهم:

– مصارحة الطفل بمشكلة اضطراب التأتأة الذي  يعاني منه حتى يعرف مشكلته ويساعد في حله وطمأنته إلى إمكانية علاج هذه المشكلة.

-تشجيع الطفل على التحدث وإظهار الصبر والتفهم وعدم إظهار التبرم  والملل أثناء تحدثه  .

-رفع مقاومة الطفل لحالات الإحباط والتنمر التي يتعرض لها وتدريبه على الدفاع عن نفسه وشرح اضطراب التأتأة الذي يعاني منه للآخرين دون خجل.

ثالثاً- بناء الثقة بالنفس :

بناء الثقة بالنفس

الثقة بالنفس عامل مساعد في علاج اضطراب التأتأة عند الأطفال

-إظهار الحماس والجدية في الإصغاء لحديثه.

– عدم متابعة الحديث عن الطفل أو تصيح الكلمات من بعده.

-تدريب الطفل على ترتيب أفكاره ووضع  ترتيب في عقله لتسلسل الأحداث التي سيسردها مما يساعده في الطلاقة والانسيابية في الحديث.

-لفت نظر الأقارب والجيران والأصدقاء لما يعاني منه الطفل وضرورة تقديم الدعم المناسب وعدم إحراج الطفل بالأسئلة وضرورة إظهار التجاهل  لاضطراب التأتأة الذي يعاني منه الطفل.

– إشراك الطفل بأحد الأندية الرياضية ما يساعده في بناء ثقته بنفسه.

-الاهتمام بمواهب الطفل كالرسم والموسيقا وتنميتها مما يزيد ثقته بنفسه.

-اختيار مجموعة أصدقاء للطفل وتدريبهم على التفهم وتقديم الدعم المناسب للطفل لما له أثر كبير في علاج المشكلة وتلاشيها.

رابعاً-التدريب:

– متابعة التدريبات التي يطلبها أخصائي التخاطب وتكراراه في المنزل من قبل كلا الوالدين.

– تمارين تنظيم التنفس التي تساعد الطفل على التحدث بارتياح .

-تمارين الاسترخاء التي تساعد الطفل على التخفيف من القلق والخوف.

6- توعية

ويجب النظر إلى اضطراب التأتأة عند الأطفال  إلى كونه قابل للعلاج وعدم تضخيم المشكلة لأن هناك حالات قد تتخطى هذا الاضطراب وتتلاشى إلى غير عودة وهناك حالات تتلاشى عند الاستقرار النفسي ثم تعاود للظهور في حال  حدوث انخفاض في المشاعر النفسية أو تعرض الطفل للتحديات أو ظروف نفسية أليمة أو مواجهة الطفل لضغط نفسي أو ظروف قاهرة وقد يظهر اضطراب التأتأة عند حضور أشخاص معينين ويغيب هذا الاضطراب بابتعاد هؤلاء الأشخاص هنا يجب التساؤل حول هؤلاء الأشخاص وما الضغط الذي يسببه حضورهم للطفل .

وهذا يدفعنا للقول بأن العلاج الحقيقي يبدأ من الأسرة ويتم من خلالها ولا يوجد داعم حقيقي للطفل غير أسرته ومقربيه

 وهنا يجب على الأهل التفهم وعدم الإحباط وتوقع عودة الاضطراب الانتباه إلى ضرورة دعم الطفل واحتوائه في حال انتكاسه.

الختام                               

في ختام هذا المقال ننصح الوالدين في حال وجود اضطراب التأتأة عند الأطفال أن ينتبهوا للظروف التي تحيط بالطفل ومعالجة الخلل وأن  يقوموا بالإجراءات العلاجية المناسبة وأن يطلبوا المساعدة من المختصين. 


المصادر

www.mayoclinic.org