أضرار البيراسيتام

البيراسيتام هو دواء ينتمي إلى مجموعة العقاقير المعروفة باسم “نوتروبيكس” (Nootropics)، والتي تهدف إلى تحسين الوظائف العقلية. تم تطوير هذا الدواء في الستينيات من القرن الماضي، ويعتبر أول دواء من نوعه في هذه الفئة. في هذه المقالة، سنستعرض تاريخ البيراسيتام، آلية عمله، فوائده المحتملة، وآثاره الجانبية.

تاريخ البيراسيتام

تم تطويره لأول مرة في عام 1964 من قبل عالم الكيمياء البلجيكي كورنيليوس جيوردجي. كان الهدف من تطويره هو إيجاد مركب يمكنه تحسين الوظائف العقلية دون التأثير على الجهاز العصبي المركزي بشكل سلبي. منذ ذلك الحين، أصبح هذا الدواء موضوعًا للعديد من الدراسات والأبحاث التي تهدف إلى فهم تأثيراته على الدماغ والجسم.

آلية عمل البيراسيتام

البيراسيتام هو مشتق صناعي من الناقل العصبي “حمض الغاما-أمينوبيوتيريك” (GABA)، ولكنه لا يعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها GABA في الجسم. يعتقد الباحثون أن البيراسيتام يعمل عن طريق زيادة سيولة أغشية الخلايا، مما يسهل عملية التواصل بين الخلايا العصبية. كما يُعتقد أنه يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ ويعزز استهلاك الأكسجين والجلوكوز، مما يمكن أن يحسن الوظائف العقلية.

إقرأ أيضاً: كبسولات المعدة الذكية لتخفيف الوزن | Smart stomach capsules )

الفوائد المحتملة للبيراسيتام

• تحسين الوظائف العقلية: تشير الدراسات إلى أن البيراسيتام يمكن أن يحسن الأداء العقلي، خاصة في الأشخاص الذين يعانون من مشاكل عقلية أو كبار السن. في إحدى الدراسات، أظهر الأشخاص الذين تناولوا 1200 ملغ من هذا الدواء يوميًا تحسنًا في مهام التعلم اللفظي بعد 14 يومًا.
• تقليل أعراض عسر القراءة: أظهرت بعض الدراسات أن البيراسيتام يمكن أن يساعد في تقليل أعراض عسر القراءة، مما يسهل عملية التعلم لدى الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة.
• تقليل النوبات العضلية: يستخدم أيضًا لعلاج النوبات العضلية (myoclonus)، وهي حالة تتسبب في تقلصات عضلية غير إرادية.

الآثار الجانبية للبيراسيتام

على الرغم من أن هذا الدواء يعتبر آمنًا بشكل عام، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تظهر عند استخدامه. تشمل هذه الآثار الجانبية:

• زيادة الوزن: قد يلاحظ بعض المستخدمين زيادة في الوزن أثناء تناول هذا الدواء.
• العصبية أو الارتعاش: قد يشعر بعض الأشخاص بالعصبية أو الارتعاش، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب.
• النعاس: يمكن أن يسبب النعاس، لذا يجب تجنب القيادة أو تشغيل الآلات الثقيلة إذا شعرت بالنعاس.

الاستخدامات السريرية

البيراسيتام غير معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لأي استخدام طبي محدد، ولكنه متاح في بعض البلدان بوصفة طبية. يستخدم بشكل رئيسي لعلاج حالات مثل النوبات العضلية والتدهور العقلي المرتبط بالعمر. كما يُقترح استخدامه لتحسين الذاكرة والفهم والتعلم، وكذلك للمساعدة في علاج عسر القراءة.

السلامة والتحمل

البيراسيتام يعتبر آمنًا بشكل عام عند استخدامه على المدى القصير، ولكن تأثيراته على المدى الطويل غير معروفة بشكل جيد. من المهم استشارة الطبيب قبل البدء في استخدام أي مكملات أو أدوية.

التأثيرات طويلة الأمد

لم يتم توثيق التأثيرات طويلة المدى للـبيراسيتام جيدًا، ولكن إليك بعض الاعتبارات:

هل يوجد أبحاث حول استخدامه في تحسين الأداء الرياضي؟

نعم، هناك بعض الأبحاث التي تناولت إمكانية استخدامه لتحسين الأداء الرياضي، ولكنها محدودة. إليك بعض النقاط الرئيسية:

• تحسين الوقت الاستجابة واتخاذ القرار: الأداء الرياضي غالبًا ما يعتمد على القدرة على اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة، خاصة في الرياضات السريعة مثل كرة السلة أو كرة القدم. البيراسيتام قد يساعد في تحسين هذه القدرات من خلال تعزيز الوظائف العقلية.
• التعلم الحركي واكتساب المهارات: البيراسيتام قد يساعد في تحسين التعلم الحركي واكتساب المهارات، مما يمكن أن يكون مفيدًا للرياضيين الذين يحتاجون إلى تعلم تقنيات جديدة أو تحسين تقنياتهم الحالية.
• زيادة التحفيز والتركيز: البيراسيتام قد يزيد من التحفيز والتركيز، مما يمكن أن يساعد الرياضيين في الحفاظ على مستوى عالٍ من الأداء خلال التدريبات والمنافسات.

الخلاصة

البيراسيتام هو دواء يظهر وعدًا كبيرًا في تحسين الوظائف العقلية، ولكنه يحتاج إلى مزيد من الأبحاث لفهم تأثيراته وتطبيقاته السريرية بشكل كامل. إذا كنت تفكر في استخدام هذا الدواء، فمن الأفضل استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك لضمان سلامتك. 

المراجع:

Piracetam: Unveiling the Cognitive Enhancement Effects

Can Piracetam be used to enhance athletic performance or physical endurance, and if so, how