يعد تغيير صمام القلب واحد من أهم العمليات الجراحية التي تتطلب قدر كبير من القوة والالتزام من المريض، حيث تساعد هذه العملية في تحسين عملية تدفق الدم وإعادة تأهيل القلب للقيام بوظائفه بشكل طبيعي الأمر الذي ينعكس على المرضى بشكل إيجابي، ولكن تستخدم هذه العملية في الغالب للأفراد الذين لديهم مشكلات صحية في صمامات القلب فيقوم الطبيب باستبدال الصمامات التالفة ببعض الصمامات البيولوجية أو الصناعية، وبالرغم من أن نجاح العملية يعد أمر مهم إلا أن رحلة الشفاء بعد العملية تتطلب قدر من الاهتمام بصحة المريض، حيث نتعرف بشكل أكبر عن الحياه بعد تغيير صمام القلب في الأجزاء التالية.
جدول المحتويات:
أهمية تغيير صمام القلب ودوره في تحسين جودة الحياة
يعمل صمام القلب على التحكم بتدفق الدم داخل الحجرات الأربعة للقلب مما يجعله يقوم بدور حيوي خاصة في جعل الدم يسير وفق الاتجاه الصحيح.
ولكن قد تتعرض صمامات القلب للتلف أو بعض الإصابات المرضية التي تجعل من الصعب استخدامها في ضخ الدم بنحو جيد، لهذا فإن عملية تغيير الصمام تكون من أهم الحلول لاستعادة الحياة الطبيعية للمريض والتقليل من الأعراض المتعلقة بقصور القلب مثل الشعور بالتعب وضيق التنفس.
التحضيرات قبل العملية: كيف يستعد المريض لتغيير صمام القلب؟
يمكننا بجانب الحديث عن الحياه بعد تغيير صمام القلب أن نشرح التحضيرات قبل العملية حيث يتطلب الأمر قيام المريض ببعض الفحوصات الطبية الشاملة قبل العملية وهذا للتأكد من مدى استعداده الجسدي والنفسي للعملية.
كما تتضمن التجهيزات القيام بفحص القلب من خلال استخدام الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي بجانب كل من فحوصات الدم والاختبارات الطبية التي يحددها الطبيب تبعًا للحالة، ونجد أن دور الأصدقاء والعائلة يعد عامل مهم في هذه المرحلة من خلال تقليل التوتر لدى المريض وجعله قادر على تخطي هذا الإجراء والذي يعتبر صعب نوعًا ما.
الحياه بعد تغيير صمام القلب
1- فترة النقاهة والتعافي بعد تغيير صمام القلب
نجد أن الحياه بعد تغيير صمام القلب وفترة التعافي تحتاج لبعض النصائح الطبية التي تمكنك من التعافي سريعًا بعد العملية، وتشمل هذه النصائح:
- اولًا: في الفترة الأولى بعد إجراء العملية وأثناء البقاء في المستشفى نجد أنه قد يأخذ بضع ايام يتم من خلالها مراقبة المؤشرات الحيوية بدقة والتي تتضمن كل من نسبة الأكسجين في الدم، ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب.
- كما أن المريض خلال هذه الفترة قد يشعر ببعض الأعراض البسيطة مثل الألم أو عدم الراحة في مكان الجرح ولكن هذا الأمر طبيعي ويمكن أن يزول بعد عدة أيام من العملية.
- ثانيًا: نجد خلال هذه الفترة إمكانية وصف الطبيب بعض المسكنات لتقليل الشعور بآلام لدي المريض بجانب تقديمه لبعض النصائح التي تعمل على تقليل الإحساس بالالم وتقليل نسبة المسكنات لهذا ثم باتباع التعليمات بحرص.
- ثالثًا: من المهم خلال الفترة التي تلي العملية أن تقوم بالتحرك بشكل تدريجي والمشي.
- حيث يساعد على تدفق الدم ويمنع من تكون الجلطات بالإضافة إلى ذلك فإن النشاط البدني الخفيف يعمل على تحسين الصحة النفسية للمريض.
2- نصائح الحياه بعد تغيير صمام القلب
بعد الشفاء من العملية يمكن للأفراد استعادة حياتهم الطبيعية سواء في ممارسة الأنشطة اليومية أو الذهاب إلى وظائفهم، ولكن في الحياه بعد تغيير صمام القلب.
توجد بعض التحديات اليومية التي يجب أن تعرفها حتى تتأقلم معها والتمكن من الحفاظ على صحتك بشكل أفضل:
- التكييف الدائم مع الأدوية: قد يصف الأطباء لبعض الحالات أدوية قد يحتاجون إلى الاستمرار عليه مدى الحياة.
- مثل أدوية التحكم في ضغط الدم وأدوية مميعة للدم، لهذا إن وصف الطبيب لك مثل هذه الأدوية يجب الالتزام بها للتمتع بحياة آمنة وصحية.
- العودة للعمل: بعد الشفاء يمكن لمعظم الأشخاص العودة لوظائفهم والعمل.
- ولكن ينصح بتجنب العمل في الوظائف الشاقة والتي تتطلب مجهود بدني مكثف لأنها قد تؤثر سلباً على صحة القلب.
- الحفاظ على التوازن: لابد أن توازن بين الأنشطة البدنية التي تقوم بها وفترات الراحة حتى تحصل على حياة صحية.
3- استعادة النشاط البدني بعد تغيير صمام القلب
تعد الحركة والنشاط البدني من أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها في الحياه بعد تغيير صمام القلب، ولكن ينصح الأطباء بشكل دائم باتباع جدول رياضي محدد تدريجي يتناسب مع قدراتهم:
- التمارين البسيطة: توجد عدة تمارين خفيفة يمكنك القيام بها بعد تغيير صمام القلب مثل المشي وممارسة تمارين الإطالة، حيث يمكن البدء بها في الشهور الأولي ولكن ببطئ ويتم زيادة شدتها تدريجيًا.
- الابتعاد عن التمارين الشاقة: بالرغم من توجيهنا لممارسة تمارين بسيطة إلا أننا ننصح أيضا بالابتعاد عن الرياضات والأنشطة الشاقة خلال الشهور الاولى.
4- التغذية السليمة وأثرها في التعافي بعد تغيير صمام القلب
نجد في الحياه بعد تغيير صمام القلب أن التغذية الصحية تعد عامل مهم في رحلة التعافي حيث يحتاج المريض إلي اتباع نظام غذائي متوازن مناسب لحالته، ويدعم صحة القلب وتتمثل النصائح المهمة بشأن الأطعمة التي يستخدمها المريض بعد عملية تغيير الصمام:
- الإكثار من تناول الفواكه والخضروات: حيث تضم الفواكه والخضروات مجموعة من الفيتامينات المهمة والمعادن التي تعزز من صحة القلب والجهاز المناعي.
- تقليل نسبة الأملاح والدهون المشبعة: حيث ينصح بالابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسب ملح عالية أو دهون مشبعة لأنها تؤثر بشكل سلبي على صحة القلب والأوعية الدموية.
- إضافة مصادر بروتينات مختلفة إلى قائمة طعامك: تبرز أهمية البروتينات في أنها تدعم تعافي الجسم وضرورية لبناء الأنسجة وتوجد البروتينات في الأسماك، البقوليات، اللحوم الحمراء الخالية من الدهون.
- الإكثار من شرب الماء: شرب الماء بكميات جيدة يوميا يعزز من عملية تدفق الدم والوقاية من الجفاف كما يسرع من عملية الشفاء.
5- المتابعة الطبية بعد العملية
لابد في الحياه بعد تغيير صمام القلب أن يهتم المريض بالمتابعة الطبية لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية بعد العملية.
حيث يضع الطبيب جدول محدد المتابعات والفحوصات الطبية التي يجب أن تلتزم بها وتشمل:
- فحص القلب: حيث يضع الطبيب فحوصات تتم من وقت لآخر لتقييم مدى كفاءة الصمام الجديد ومستوى تحسن القلب ومن الفحوصات المهمة.
- مثل تخطيط صدى القلب (الإيكو)، تخطيط القلب، والأشعة السينية.
- مراقبة الأعراض: في حال وجود أي أعراض أو الشكوى الصحية لا تتردد في التواصل مع الطبيب المختص للتعرف على سبب المشكلة وعلاجها سريعًا.
- وتتضمن الأعراض التي قد يشعر بها المريض ضيق في التنفس، الم في الصدر، أو زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي.
- تناول الأدوية بانتظام: توجد عدة أدوية يجب الالتزام بها بعد العملية تساعدك في منع تكون الجلطات وتحسن من صحة القلب، لهذا ننصحك بالالتزام بالجرعة والمواعيد التي يحددها لك الطبيب.
فيديو عملية تغيير صمام القلب
نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب
نسبة نجاح هذه العملية مرتفعة لهذا لا داعي للقلق والتوتر، حيث أن نسب نجاح العملية تتراوح من 85 الى 95% وتعتمد هذه النسب على مجموعة من العوامل وهي:
- الحالة الصحية للمريض.
- نوع الصمام المستخدم في العملية هل هو ميكانيكا أو بيولوجيًا.
- خبرة الطبيب الذي يقوم بالعملية يعد عامل مهم أيضا.
- عمرة المريض يؤثر على نسب نجاح العملية.
- استخدام أدوات طبية حديثة عامل مهم في نجاح العملية.
نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب لكبار السن:
بعد معرفة أهم المعلومات حول الحياه بعد تغيير صمام القلب نجد أن كبار السن يمكنهم إجراء العملية ولكن تتغير نسب النجاح بدرجات طفيفة وهذا نتيجة التقدم في العمر والذي يرافقه في الغالب بعض الأمراض المزمنة.
مثل السكر وضغط الدم والذي يضطر الأطباء لاستخدام طرق طبية أقل تدخلًا لمراعاة الحالة الصحية مثل استبدال الصمام عبر القسطرة TAVI، وتبلغ نسبة نجاح العملية لكبار السن من 80 إلى 90%.
مدة عملية تغيير صمام القلب:
متوسط توقيت إجراء العملية يتراوح من ساعتين إلى أربع ساعات وتتفاوت هذه المدة بناء على نوع الصمام المستخدم وطريقة التخدير بالإضافة للحالة الصحية للمريض وخبرة الفريق الجراحي.
كما أنه في حالة إجراء العملية من خلال فتح جدار الصدر قد تستغرق العملية وقت أطول بينما الفترة تكون أقصر في حال استخدام طريقة تغيير الصمام بالقسطرة.
الأسئلة الشائعة عن الحياه بعد تغيير صمام القلب:
كم يعيش الإنسان بعد تغيير الصمام؟
تختلف مدة الحياة المتوقعة وهذا نتيجة عدة عوامل مختلفة جينية وصحية ولكن يمكن للإنسان أن يعيش الحياه بعد تغيير صمام القلب طبيعية من 10 إلى 20 عام أو أكثر تبعا لجودة نوع الصمام المستخدم.
حيث أن الصمام الميكانيكي عمره الافتراضي اطول بينما البيولوجي قد يكون له احتمالية في تكوين الجلطات وينصح الأطباء باستبداله بعد مرور من 10 إلى 15 عام، كما تعزز الفحوصات الدورية والإلتزام بتناول أطعمة صحية من طول مدة حياة المريض.
كم يستغرق الشفاء من عملية صمام القلب؟
تتراوح فترة الشفاء من العملية في مدة من 6 اسابيع الى 12 اسبوع مع الالتزام بتعليمات الطبيب، والأدوية الموصوفة خلال هذه الفترة للمساعدة في تسريع عملية الشفاء.
ما هي مخاطر تغيير صمام القلب؟
بالرغم من نسب النجاح والحياه بعد تغيير صمام القلب الجيدة، إلا أنها لا تخلو من بعض المخاطر المحتملة.
والتي يجب أن تكون على علم بها في حال حدوثها ضرورة التواصل مع الطبيب المختص، ومن هذه المخاطر:
- حدوث نزيف: من الممكن أن يحدث نزيف سواء أثناء إجراء العملية أو بعدها.
- تكون جلطات: حيث أن الصمامات الديناميكية معرضة لتكوين بعض الجلطات الدموية، لهذا قد يصف الطبيب لمستخدميها بعض أدوية مضادة للجلطات.
- العدوى: من الممكن أن يصاب المريض بعدوى في مكان الجراحة ويتم معالجته ببعض المضادات الحيوية.
- حدوث مشكلة في الصمام: من الممكن أن تحدث بعض المشاكل في الصمام الجديد مثل تسريب أو تكلس في الصمام البيولوجي، وهذا قد يحدث بعد عدة سنوات من استخدامه.
- التفاعل مع الأدوية: قد يحدث تفاعل بين الأدوية الخاصة بصمام القلب مع الأدوية الخارجية مما يؤثر سلبا على صحتك.
- لهذا يفضل عرض الأدوية التي تستخدمها بجانب أدوية القلب على الطبيب للتأكد من مدي تناسبها وتجنب التفاعلات الدوائية المحتملة.
الخاتمة:
على الرغم من التحديات التي قد تواجه المرضى في الحياه بعد تغيير صمام القلب، إلا أن العديد منهم يحققون نجاحات كبيرة ويعودون لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، التجارب الناجحة تشكل مصدر إلهام للآخرين وتعزز من ثقتهم بقدرتهم على التغلب على الصعوبات الصحية.
مصادر مفيدة:
مقالات قد تعجبك:
أضرار الريدبول ومخاطرة على الصحة العامة والقلب
أفضل الطرق لقياس اللياقة القلبية التنفسية: دليلك الشامل بين يديك.
الأطعمة التي يجب تجنبها بعد عملية القلب المفتوح: دليلك الشامل حول التغذية بعد العملية.
أضرار القرنفل على القلب: مخاطر الاستخدام المفرط وتأثيراته السلبية