التوابل عالم من النكهات والفوائد الطبية

البهارات عالم من النكهات والفوائد الصحية، فقبل فترة طويلة من ظهور الطب الحديث، استخدم الإغريق القدماء مجموعة متنوعة من التوابل والأعشاب لخصائصها العلاجية. استخدم أبقراط (460-377 قبل الميلاد) الزعفران والقرفة والزعتر والكزبرة ونباتات أخرى كعلاجات، ولا يزال الكثير من الناس يستخدمونها اليوم كعلاجات شاملة للحمى والأوجاع والآلام وأمراض أخرى. في حين أنه لا يوجد دليل علمي يذكر على أنها تعالج الأمراض الخطيرة بشكل مباشر، إلا أن الأبحاث تُظهر بشكل متزايد أن العديد من الأعشاب والتوابل تمتلك خصائص قد تساعد في تخفيف أعراض معينة. ستستكشف هذه المقالة الفوائد الصحية لعشرة أعشاب وتوابل

أنواع من التوابل وفوائدها الطبية:

الكركم Turmeric

يُطلق على الكركم أحيانًا اسم الكركمين، وهو أحد أكثر التوابل شيوعًا المستخدمة اليوم في الطهي والفوائد الصحية على حدٍ سواء. وقد أظهرت الدراسات أن الكركم له بعض الفوائد المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة ومضادات البكتيريا ومضادات الفيروسات ومضادات الطفيليات. ومن بين كل هذه الفوائد، أظهرت الأبحاث أن الكركم هو الأكثر فعالية لخصائصه المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة. فهو يعمل على تحسين الإجهاد التأكسدي بقدرته على التخلص من الجذور الحرة السامة في الجسم. الجذور الحرة هي جزيئات تضر بالأنسجة مع عدد غير متساوٍ من الإلكترونات التي يمكن أن تكون محفزات للأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.

بفضل محتواه العالي من مضادات الأكسدة، يمكن للكركم أن يعمل على تقليل خطر تكوين الجذور الحرة وتقليل آثار الإجهاد على الجسم.

الزنجبيل Ginger

يستخدم الناس الزنجبيل منذ آلاف السنين كعلاج للغثيان ومشاكل الجهاز الهضمي. واليوم، يستخدم الناس جذر الزنجبيل في المقام الأول كنوع من التوابل، أو كمكمل لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي.

يرتبط الزنجبيل ارتباطًا وثيقًا بالكركم، ويحتوي أيضًا على خصائص مضادة للالتهابات ومستوى عالٍ جدًا من مضادات الأكسدة الكلية. و كعامل مضاد للغثيان، أثبتت العديد من الدراسات أن الزنجبيل فعال كمضاد للقيء. يمكن للناس استخدامه لدوار البحر ودوار الحركة وغثيان الصباح.

أثبتت بعض الدراسات أن الزنجبيل قد يكون له تأثيرات مضادة للسرطان. ويرجع هذا إلى حد كبير إلى مستويات مضادات الأكسدة العالية في الزنجبيل. كما يمكنه إبطاء تكاثر الخلايا، وتسبب في توقف الخلايا عن الانقسام، وإيقاف بعض البروتينات المنشطة ومسارات الإشارة التي تساهم في الإصابة بالسرطان.

الكمون Cumin

الكمون من التوابل الشعبية المستخدمة في الطهي لتأثيراته العطرية. تظهر الدراسات أنه مفيد أيضًا لفقدان الوزن والكوليسترول وإدارة الإجهاد والمزيد. كما أنه يتمتع بإمكانات عالية مضادة للأكسدة.

تظهر الأبحاث أيضًا أن الكمون مضاد لمرض السكري.

استخدمت الحضارات القديمة القرفة منذ عام 2800 قبل الميلاد للدهن والتحنيط وعلاج الأمراض. ورغم أنها لم تستخدم على نطاق واسع لخصائصها العلاجية كما كانت منذ آلاف السنين، إلا أن القرفة لا تزال توفر فوائد صحية لا حصر لها كتوابل مضادة للميكروبات ومضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات ومضادة لمرض السكري ومضادة للسرطان.

القرفة Cinnamon

تحتوي على مركب يسمى سينامالديهيد cinnamaldehyde، وهو المسؤول عن الخصائص الطبية للقرفة

يمكن للقرفة خفض نسبة السكر في الدم من خلال عدة آليات، بما في ذلك إبطاء تحلل الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي وتحسين حساسية الأنسولين

كما أن للقرفة تأثيرات تعزيزية إدراكية، وقد سعى الباحثون إلى تحديد ما إذا كانت التوابل يمكن أن تكون علاجًا فعالًا لمرض الزهايمر. على وجه الخصوص، درس العلماء CEppt (مستخلص موجود في لحاء القرفة) للتأكد مما إذا كان يمكن أن يساعد في منع أعراض مرض الزهايمر من التقدم. عندما أكلت الفئران هذا المستخلص، فقد أدى ذلك إلى تحسين قدرتها الإدراكية بشكل كبير.

الجرعة الفعالة هي عادة 0.5-2 ملعقة صغيرة من القرفة يوميًا، أو 1-6 جرام.

الفلفل الأسود Black pepper

البيبيرين، وهو مركب طبيعي يمنح حبات الفلفل نكهتها المميزة، قد يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والرئة والبروستات والمبيض والجهاز الهضمي. هناك العديد من الآليات التي تلعب دورًا، ولكن إحدى الفوائد الرئيسية للبيبيرين هي أنه يمكن أن يؤدي إلى موت الخلايا المبرمج، وهي عملية كيميائية حيوية تخبر الخلايا بتدمير نفسها قبل أن تتاح لها الفرصة للنمو خارج نطاق السيطرة وتكوين الأورام.

مسحوق الفلفل الحار Paprika

تشير الأبحاث إلى أن الكابسيسين، وهو المركب الكيميائي النباتي الذي يجعل مسحوق الفلفل الحار حارًا، قد يلعب دورًا مهمًا في تنظيم صحة القلب والتمثيل الغذائي.

عندما يستهلك الناس مسحوق الفلفل الحار، فإن التوابل تحفز تغييرات بروتينية مفيدة في الجسم تساعد على إنقاص الوزن. فهو يقلل أيضًا بشكل كبير من مستويات الأنسجة الدهنية في البطن (الدهون) ويقلل الشهية. حيث ينشط الكابسيسين مستقبلات معينة في الجسم تزيد من التمثيل الغذائي للدهون، مما قد يساعد الأفراد في الحفاظ على وزن صحي، مما يقلل من أحد عوامل الخطر لأمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد الكابسيسين أيضًا في تخثر الدم، مما يدعم صحة القلب.

بفضل خصائصه المضادة للالتهابات، يمكن أن يكون مسحوق الفلفل الحار فعالًا أيضًا في دعم علاجات التهاب المفاصل، بتخفيف التهاب العضلات والمفاصل.

وبالطبع، قد لا يكون الفلفل الحار مناسبًا للجميع في النظام الغذائي. على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من الارتجاع الحمضي، فإن الأطعمة الحارة بشكل عام يمكن أن تؤدي إلى ظهور الأعراض ومن الأفضل تجنبها، وفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى.

الهيل Cardamom

الهيل هو نوع آخر من التوابل يوفر مجموعة واسعة من الفوائد الصحية المحتملة. يأتي الهيل من بذور النباتات التي تنتمي إلى عائلة الزنجبيل، وغالبًا ما يستهلك الناس الهيل في الشاي، مثل شاي تشاي، بالإضافة إلى بعض القهوة والحلويات وحتى الأطباق اللذيذة.

تأتي الفوائد العلاجية للتوابل في المقام الأول من مزيج من زيوتها المتطايرة والزيوت الثابتة والأحماض الفينولية والستيرولات. على وجه الخصوص، الزيوت المتطايرة الموجودة في بذور الهيل مسكنة للألم ومضادة للالتهابات ومضادة للميكروبات ومضادة للتشنج.

وجدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الهيل قد يساعد أيضًا في علاج السمنة أو ارتفاع نسبة الكوليسترول. من خلال خفض مستويات الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية.

القرنفل Cloves

قد يساعد في: تقليل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، وتقليل الإجهاد التأكسدي، ودعم صحة العين

يعتبر القرنفل من التوابل العطرية الحلوة التي تضفي الدفء والنكهة على الوصفات المختلفة. وقد استُخدم في الطب الصيني التقليدي لسنوات، وله العديد من الفوائد الصحية المحتملة. يحتوي القرنفل على مركب يسمى الأوجينول، والذي يعمل كمضاد للأكسدة الطبيعي. وقد ارتبط الأوجينول بالمساعدة في تقليل خطر الإصابة بالأمراض الالتهابية مثل التهاب المفاصل من خلال المساعدة في تقليل الإجهاد التأكسدي والاستجابات الالتهابية في الجسم.

يعتبر القرنفل أيضًا مصدرًا رائعًا لبيتا كاروتين، وهو ما يمنحه لونه البني الداكن الغامق. في الجسم، يتحول البيتا كاروتين إلى فيتامين A – وهو عنصر غذائي مهم للحفاظ على صحة أعيننا.

بذور الكزبرة Coriander seed

قد يساعد في: الحماية من التدهور المعرفي والسرطان واضطرابات المزاج

ستجد بذور الكزبرة المجففة في النقانق والكاري والحساء واليخنات. المركب الملحوظ في الكزبرة هو اللينالول، وهو مضاد للأكسدة قد يكون له خصائص مضادة للسرطان وقد يحمي الدماغ من أمراض التنكس المعرفي، مثل مرض الزهايمر، وكذلك اضطرابات المزاج مثل القلق، وفقًا لمراجعة عام 2018 في Food Research International. (ومع ذلك، هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث على البشر). يقول الباحثون إن بعض الأبحاث تشير إلى أن نبات الكزبرة هو مضاد للأكسدة أقوى من فيتامين سي.

مسحوق الثوم Garlic Powder

قد يساعد في: خفض ضغط الدم المرتفع، ودعم المناعة

بفضل مركباته النشطة بيولوجيًا والعناصر الغذائية الأخرى، فقد وجد أن العلاجات بمستخلصات الثوم ومساحيقه ومكملاته الغذائية تخفض ضغط الدم المرتفع بشكل كبير. وفي تحليل لـ 12 تجربة أجريت على أكثر من 550 شخصًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، نُشرت في مجلة الطب التجريبي والعلاجي في عام 2020، خفضت مكملات الثوم ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بنحو 8 و5 نقاط على التوالي، وهو ما يشبه النتائج النموذجية لأدوية ارتفاع ضغط الدم.

وعلى الرغم من أن بعض الخبراء يقولون إن الأدلة غير مؤكدة، إلا أن العديد من الدراسات تشير إلى أن مكملات الثوم قد تساعد في منع نزلات البرد.

في الختام:
تضفي الأعشاب والتوابل نكهة مميزة على الوجبات، ولكنها أيضًا مصدر قوي للعناصر الغذائية الأساسية التي تفيد الجسم بشكل كبير. قد يستمتع الأشخاص ببعض الفوائد أو التحسنات الصحية من خلال دمج الأعشاب والتوابل في نظامهم الغذائي، ولكن لا ينبغي الاعتماد عليها فقط لعلاج الحالات بشكل كامل.

المراجع:

10 healthy herbs and spices: Anti-inflammatory, nutritious, and more

14 of the World’s Healthiest Spices & Herbs You Should Be Eating