يمكن القول إن فول الصويا من أكثر المواضيع المثيرة للجدل في مجال التغذية.
فهو غني بالعناصر الغذائية، ويبدو أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي عليه مرتبطة بفوائد صحية، مثل انخفاض مستويات السكر في الدم، وتحسين صحة القلب، وتقليل أعراض انقطاع الطمث، وربما حتى انخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
ومع ذلك، من ناحية أخرى، يخشى البعض أن يؤدي تناول الكثير من فول الصويا إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، أو إعاقة وظيفة الغدة الدرقية، أو أن يكون له تأثيرات أنثوية عند الرجال، على سبيل المثال لا الحصر.
تستعرض هذه المقالة أحدث الأدلة العلمية لتحديد ما إذا كان تناول فول الصويا من المرجح أن يكون له تأثيرات إيجابية أو سلبية على صحتك.
جدول المحتويات
القيمة الغذائية لفول الصويا
فول الصويا غني بالبروتين بشكل طبيعي ويحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها جسمك. كما أنه غني بالدهون النباتية والألياف والعديد من الفيتامينات والمعادن والمركبات النباتية المفيدة.
بالإضافة لكونه مصدر طبيعي للبوليفينول، وهو نوع من مضادات الأكسدة التي قد تساعد في حماية جسمك من تلف الخلايا وأمراض مثل أمراض القلب.
وغناه بشكل خاص بالإيزوفلافون، وهو فئة فرعية من البوليفينول يشار إليها باسم فيتويستروجين بسبب قدرتها على الارتباط بمستقبلات هرمون الاستروجين وتنشيطها في جسمك، ويُعتقد أن إيزوفلافون الصويا هو أحد الأسباب الرئيسية وراء الفوائد الصحية العديدة المزعومة للأطعمة القائمة عليه.
نظرًا لتشابهها في البنية، يُعتقد غالبًا أن إيسوفلافون الصويا يحاكي هرمون الاستروجين. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الايزوفلافون الصويا يختلف عن هرمون الاستروجين في كثير من النواحي، حيث أن لكل منهما تأثيرات فريدة على جسم الإنسان.
هل بروتين فول الصويا مشابه للبروتين الحيواني؟
إن أحد الانتقادات الأكثر شيوعًا للبروتينات النباتية هو أنها لا تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها جسمك لصنع البروتين. ومع ذلك، فهذا مفهوم خاطئ – كما هو الحال مع فكرة أن البروتينات النباتية أدنى من البروتينات الحيوانية.
فلا تحتوي أطعمة فول الصويا على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة فحسب، بل توفر أيضًا كميات وفيرة من كل منها، مما يجعلها مشابهًا للبروتينات الحيوانية بهذه الطريقة.
الفوائد الصحية لأطعمة الصويا
قد تساعد الصويا في الحفاظ على صحة القلب، وخطر الإصابة بالسرطان، ومستويات السكر في الدم. تُعزى هذه الفوائد إلى حد كبير إلى المركبات المعززة للصحة في الصويا مثل الفيتوستيرول، والسابونين، والليسيثين، وحمض الفيتيك، والأيزوفلافون.
حماية صحة القلب
يبدو أن أطعمة الصويا لها تأثيرات إيجابية على صحة القلب.
ففي مراجعة واحدة لـ 35 دراسة، أدى تناول الصويا إلى خفض الكوليسترول الضار (LDL) ورفع الكوليسترول الجيد (HDL). وهذا مهم لأن المستويات العالية من الدهون في الدم مثل LDL والدهون الثلاثية مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
فوائد مضادة للسرطان
تشير العديد من الدراسات إلى أن اتباع نظام غذائي غني بفول الصويا يحمي من خطر الإصابة بالسرطان ونتائجه وحتى تكرار الإصابة به.
فإحدى الدراسات التي تبحث في تأثيرات منتجات الألبان وفول الصويا على خطر الإصابة بسرطان الثدي، ارتبط تناول كميات كبيرة من منتجات الألبان – ولكن ليس فول الصويا – بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ووجدت مراجعة أخرى ارتباطًا إحصائيًا مهمًا بين تناول طعام الصويا وانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
بالإضافة إلى ذلك، في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، فقد ربط تحليل لـ 12 دراسة تناول طعام الصويا قبل وبعد تشخيص سرطان الثدي بانخفاض خطر تكرار الإصابة بالسرطان.
وأخيرًا، تشير الأبحاث القديمة إلى أن فول الصويا له خصائص مضادة للأكسدة وقد يعزز موت الخلايا السرطانية ويمنع نمو الأوعية الدموية في الأورام.
يدعم التحكم في نسبة السكر في الدم
يرتبط تناول أطعمة الصويا بتحكم أفضل في نسبة السكر في الدم، وهو أمر مهم بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو معرضون لخطر الإصابة. وتشير بعض الأبحاث إلى أن أطعمة الصويا المخمرة قد تكون فعالة بشكل خاص في المساعدة على تقليل آثار مرض السكري.
السلبيات المحتملة لأطعمة الصويا
لقد كانت فول الصويا والأطعمة المشتقة منها جزءًا من النظام الغذائي البشري لقرون. ومع ذلك، يشعر بعض الناس بالقلق بشأن تضمينها في نظامهم الغذائي بسبب:
1- التأثيرات التي تحاكي هرمون الاستروجين: غالبًا ما يُعتقد أن أيزوفلافون الصويا تحاكي هرمون الاستروجين التناسلي الأنثوي. على الرغم من تشابهها في البنية مع هذا الهرمون، إلا أن أيزوفلافون الصويا لها تأثيرات أضعف ومختلفة قليلاً عن هرمون الاستروجين.
2- خطر الإصابة بالسرطان: يعتقد بعض الناس أن أيزوفلافون الصويا قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو بطانة الرحم. ومع ذلك، لم تجد معظم الدراسات أي تأثير سلبي. في بعض الحالات، قد توفر حتى بعض الحماية ضد بعض أنواع السرطان.
3- وظيفة الغدة الدرقية: تشير الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار والحيوانات إلى أن بعض المركبات الموجودة فيه قد تقلل من وظيفة الغدة الدرقية. ومع ذلك، وجدت الدراسات البشرية آثارًا سلبية قليلة أو معدومة، وخاصةً لدى البشر الذين يتمتعون بوظيفة الغدة الدرقية السليمة.
4- تأثيرات أنثوية عند الرجال: يخشى البعض أن تقلل الأيزوفلافون الصويا من إنتاج هرمون التستوستيرون الذكري. ومع ذلك، وجدت الدراسات البشرية رابطًا ضعيفًا بين الاثنين.
5- خطر على الأطفال: يخشى البعض أن تؤثر تركيبته سلبًا على نمو الدماغ أو الجنس أو الغدة الدرقية أو المناعة. ومع ذلك، تفشل الدراسات عادةً في ملاحظة أي آثار سلبية طويلة المدى لتركيبة الصويا عند الأطفال الأصحاء المولودين في موعدهم.
6- كونها معدلة وراثيًا: غالبًا ما تكون فول الصويا معدلة وراثيًا. وبالتالي تحتوي على عدد أقل من العناصر الغذائية وبقايا مبيدات الأعشاب أكثر من فول الصويا التقليدي أو العضوي. هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول التأثيرات الصحية طويلة المدى لفول الصويا المعدل وراثيًا.
7- مضادات المغذيات: تحتوي فول الصويا على مركبات قد تقلل من قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات والمعادن التي تحتوي عليها. النقع، والتنبيت، والتخمير، والطهي هي طرق لتقليل مستويات مضادات المغذيات هذه في فول الصويا.
8- تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي: تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن مضادات المغذيات قد تقلل من وظيفة حاجز الأمعاء، مما قد يؤدي إلى الالتهاب ومشاكل الجهاز الهضمي. ومع ذلك، هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات البشرية لتأكيد ذلك.
في الختام
فول الصويا مصدر جيد للبروتين والألياف ومجموعة من الفيتامينات والمعادن المهمة. كما يحتوي على مركبات تعزز الصحة مثل الأيزوفلافون. على الرغم من أنك ربما سمعت مخاوف بشأن حالة فول الصويا المعدلة وراثيًا أو محتوى الاستروجين النباتي، إلا أن معظم الأدلة العلمية تشير إلى أنه لا توجد حاجة لتجنب منتجات فول الصويا.
