الخردل نبات أثبتت الدراسات خصائصه العلاجية فبذوره وأوراقه التي تملك خصائص مضادة لمرض السكري، إضافة لتحسين صحة القلب. أما في الطب الشعبي، فتعتبر البذور مفيدة للبشرة والشعر. فدعونا نلقي نظرة على هذه الفوائد بالتفصيل.
جدول المحتويات
ما هو الخردل؟
هو نبات صليبي متعدد الاستخدامات ينتمي إلى عائلة Brassica، يشبه البروكلي والملفوف. موطنه الأصلي المناطق المعتدلة في أوروبا، وكان من بين أقدم المحاصيل المزروعة في المنطقة. لآلاف السنين، كان يُزرع على نطاق واسع في شمال إفريقيا وآسيا وأوروبا كعشب؛ بل كان شائعًا بين الإغريق والرومان القدماء.
وبفضل نكهته وطبيعته العلاجية، أصبح استخدامه شائعًا للغاية في جميع أنحاء العالم، حيث يتم استهلاك حوالي 700 رطل منه سنويًا.
أنواع الخردل
هذا النبات له عدة أصناف مختلفة. اكتسبت ثلاثة أنواع من هذه الأصناف – وهي الخردل الأبيض (Brassica alba)، والخردل الأسود (Brassica nigra)، والخردل البني (Brassica juncea)، شعبية أكبر من غيرها، ويتم زراعتها تجاريًا واستخدامها لسيقان أزهارها الصغيرة وأوراقها وبذورها.
- الخردل الأبيض (يشار إليه أحيانًا باسم الخردل الأصفر) له طعم أكثر اعتدالًا ويستخدم عادةً في تحضير صلصة الخردل الأصفر الأمريكية الشهيرة.
- الخردل الأسود مشهور برائحته ونكهته القوية.
- الخردل البني المستخدم أيضًا في تحضير خردل ديجون، يقدم طعمًا لاذعًا حادًا.
حقائق غذائية عن الخردل
يحتوي نبات الخردل على مجموعة كاملة من المكونات المفيدة من خلال أجزائه المختلفة الصالحة للأكل.
حيث يمكن أن تكون بذوره مصدرًا غنيًا بالمعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم. إلى جانب ذلك، تعد مصدرًا جيدًا لحمض الفوليك وفيتامين A أيضًا.
ومن المحتمل أن تكون أوراقه مصدرًا ممتازًا للمعادن بما في ذلك البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور. بالإضافة إلى جرعة صحية من الألياف الغذائية، وقد تحتوي أيضًا على فيتامينات A وK وC بالإضافة إلى حمض الفوليك (B9).
يُصنع الزيت من بذوره. حيث تحتوي ملعقة كبيرة منه عادةً على 124 سعرة حرارية، والتي على الرغم من ارتفاع السعرات الحرارية فيها، إلا أنها مفيدة للقلب بسبب وجود أحماض أوميجا 3 الدهنية.
الفوائد الصحية للخردل
قد تتواجد المكونات الفينولية والمغذيات القيّمة الأخرى في أجزاء مختلفة من نبات الخردل مثل البذور والأوراق والزيت، ويمكنها مجتمعة أن تقدم قدرًا كبيرًا من الفوائد الصحية بنكهة فريدة. وأهم هذه الفوائد:
قد يخفف أعراض الصدفية
قد تكون بذوره الصغيرة فعالة ضد الصدفية، وهو اضطراب مناعي ذاتي التهابي مزمن. أظهرت دراسة أجراها فريق من الباحثين الصينيين فعالية البذور كعامل مضاد للالتهابات وكجزء من علاجات الصدفية المستقبلية.
راحة علاجية من التهاب الجلد التماسي
وهي حالة يصاب فيها الجلد بطفح جلدي مثير للحكة عندما يتلامس مع مادة مسببة للحساسية. أشارت دراسة أجريت على الحيوانات ونشرت في مجلة جامعة ساوثرن الطبية إلى أن استهلاك بذوره قد يساعد في علاج الأعراض المرتبطة بالتهاب الجلد التماسي مثل التئام الأنسجة وتقليل تورم الأذن. ومع ذلك، هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات للتأكد من فعاليتها في البشر.
قد يحسن صحة القلب والأوعية الدموية
يمكن أن تكون البذور مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة مثل الكايمبفيرول والكاروتينات والإيزورهامنتين، وغيرها من المركبات النباتية الأساسية التي قد تساعد الجسم ضد أي نوع من الضرر والمرض. قد تساعد هذه الفلافونويدات أيضًا في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
يُعرف الزيت المستخرج من هذه البذور أيضًا بأنه خيار أكثر صحة من معظم زيوت الطهي الأخرى للقلب. فأظهرت دراسة عشوائية نُشرت في مجلة التجارب السريرية أنه عندما تم إعطاء المرضى الذين يعانون من أمراض القلب الخطيرة زيت الخردل بكميات معتدلة، فقد أظهروا نتائج إيجابية فيما يتعلق بانخفاض معدل عدم انتظام ضربات القلب، وانخفاض تضخم البطين، وألم الصدر المرتبط به.
ربما تُعزى الخصائص الوقائية المحتملة للقلب إلى وجود أحماض أوميجا 3 الدهنية بين المكونات المفيدة الأخرى. هذا البحث الأولي واعد للدراسات المستقبلية التي تبحث في بذور الخردل وتأثيراتها على القلب والأوعية الدموية.
قد يساعد في إدارة مرض السكري
أظهرت دراسة نشرت في مجلة علوم التغذية والفيتامينات أن بذوره قد تكون مفيدة في تقليل الضرر الناجم عن الإجهاد التأكسدي المرتبط بهذا المرض المزمن. وفحصت دراسة أخرى نشرت في مجلة Environmental and Molecular Mutagenesis إعطاء زيت الخردل في الجسم ووجدت أنه يمكن أن يساعد في تقليل مستويات السكر في الدم في الجسم بشكل أكثر فعالية من الدواء وحده. وقد يساعد في تحفيز عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز أيضًا
يساعد في اضطرابات الجهاز التنفسي
لطالما كانت بذور الخردل ذات قيمة لتأثيراتها العلاجية ضد مشاكل البرد والجيوب الأنفية. يُعتبر مزيلًا للاحتقان ومقشعًا رائعًا، مما قد يساعد في إزالة المخاط في مجرى الهواء. على مر العصور، تضمنت العلاجات المنزلية المختلفة استخدام بذوره أو زيته لعلاج مجموعة من الأمراض المرتبطة بالجيوب الأنفية بسبب خصائصه المولدة للحرارة.
تشير دراسة أجريت عام 2020 ونشرت في مجلة “الطب التكميلي والبديل القائم على الأدلة” إلى أنه عند إضافة بذور الخردل المطحونة إلى نقع القدمين، فقد يساعد ذلك في تخفيف الاحتقان في الجهاز التنفسي.
وفي كتاب بعنوان Herbal Simples Approved For Modern Uses of Cure، يساعد تناول مشروب البذور طبيًا في تخفيف أعراض التهاب الشعب الهوائية المزمن. علاوة على ذلك، ينص الكتاب على أنه عندما يتم غرغرة المرء بالشاي المصنوع من البذور، فإنه يساعد في تهدئة التهاب الحلق.
يحتوي على مضادات الأكسدة
يعتبر الخردل مصدرًا جيدًا لمضادات الأكسدة، وهي مركبات يمكن أن تساعد في حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة. يحتوي زيت الخردل على عدد من مركبات مضادات الأكسدة، بما في ذلك:
- Sinigrin: وهو جلوكوسينولات مسؤول عن النكهة اللاذعة للخردل. عندما يتحلل Sinigrin، فإنه ينتج إيزوثيوسيانات الأليل (AITC)، وهو مضاد للأكسدة قوي. وقد ثبت أن AITC له العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تقليل الالتهاب وتحسين صحة القلب.
- فيتامين Eـ: فيتامين E هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون وهو مضاد للأكسدة قوي. تشمل فوائده الصحية الحفاظ على نظام القلب والأوعية الدموية الصحي ومنع اضطرابات العين.
- أحماض أوميغا 3 الدهنية: أحماض أوميغا 3 الدهنية هي أحماض دهنية أساسية لها عدد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تقليل الالتهاب وتحسين صحة القلب. يحتوي زيت الخردل على كمية صغيرة من أحماض أوميغا 3 الدهنية.
العناية بالبشرة والشعر
تعتبر البذور أيضًا من الوسائل الرائعة في العناية بالجمال. فبذوره المحمصة في زيت السمسم أو جوز الهند تعمل على إثراء الزيت المنخل الناتج وقد تجعله علاجًا فعالًا لحب الشباب لتعزيز نقاء البشرة. وعند مزجه مع جل الصبار، قد يعمل كعامل ترطيب رائع للبشرة. علاوة على ذلك، فهو مصدر غني بمضادات الأكسدة التي تبطئ عملية الشيخوخة.
من ناحية أخرى، يعتبر زيته مفيدًا للشعر أيضًا. فالزيت المستخرج من البذور غني بفيتامين A وأحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي تفيد في نمو الشعر وقوته وصحته بشكل عام. ومع ذلك، هناك نقص في الأدلة العلمية التي تدعم فوائد الخردل للشعر والبشرة. وبالتالي هناك حاجة إلى المزيد من البحث.
الآثار الجانبية للخردل
من المستحسن دائمًا توخي الحذر بشكل طبيعي عند تجربة أي شيء لأول مرة، خاصةً عندما قد يحتوي على مكونات مسببة للحساسية. بعض الآثار الجانبية المعروفة لبذور الخردل هي:
- مشاكل الجلد: تميل نباتات الخردل إلى توليد تأثيرات حرارية، لذلك يجب توخي الحذر عند استخدامها على الجلد أو عند ملامستها للعينين. من الأفضل دائمًا مزجها مع عامل تبريد مثل زيت جوز الهند أو جل الصبار. ومع ذلك، يُنصح باستشارة طبيب الأمراض الجلدية قبل وضعها على الجلد.
- مسببات تضخم الغدة الدرقية: تحتوي بذوره وأوراقه غير المطبوخة على مادة تسمى goitrogens، والتي قد تغير من عمل الغدة الدرقية. يجب على الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض الغدة الدرقية طهي الخردل دائمًا قبل تناوله.
- الأكسالات: يحتوي الخردل على أكسالات معروفة بتداخلها مع امتصاص الكالسيوم. يجب على الأفراد الذين يعانون بالفعل من اضطرابات مرتبطة بالأكسالات مثل حصوات الكلى أن يكونوا حذرين بشأن الإفراط في الاستهلاك.
المراجع
12 Benefits That Prove Why Mustard Is Good For Health | Organic Facts
