في السنوات الثلاثين الماضية، شهدت زراعة الشعر خطوات كبيرة نحو تطوير حل دائم لمشكلة تساقط الشعر. على الرغم من وجود عدة حلول، فقد ساهمت التطورات الناجحة في مجال جراحة زراعة الشعر للاقتراب من حل يمكن أن يكون فعالا وشاملا لهذه المشكلة. عملية زراعة الشعر هي نوع من الجراحة التي يتم فيها نقل الشعر الموجود لديك لملء منطقة أخرى تحتوي شعر خفيف أو خالية من الشعر. يقوم الأطباء بإجراء هذه العمليات منذ الخمسينيات، لكن التقنيات تغيرت كثيرًا في السنوات الأخيرة.
جدول المحتويات:
ما هي جراحة زراعة الشعر؟
هي إجراء جراحي يستخدم لعلاج تساقط الشعر بشكل دائم، وتتم هذه الجرحة عادةً في غرفة طبية تحت التخدير الموضعي. يتضمن الإجراء حصاد الجلد الحامل للشعر من جزء من فروة الرأس يسمى “موقع المانح” وتطعيم الجلد على الجزء الأصلع من فروة الرأس، يسمى “موقع المتلقي”. عادة ما يكون موقع المتبرع هو الجانب السفلي من الرأس بينما يكون موقع المتلقي عادة الجزء العلوي أو الأمامي من الرأس.
من هم الأشخاص الذين تنجح لديهم جراحة زراعة الشعر؟
يعتبر الشخص مهيأً لهذه الجراحة إذا كان لديه إمداد ثابت من الشعر في المنطقة المانحة، وذلك بما يكفي لتغطية المنطقة التي تعاني من تساقط الشعر، أو أي مناطق قد تفقد الشعر في المستقبل. يعتبر الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الثلاثين عادةً أفضل المرشحين لأن لديهم نمط صلع راسخ مقارنة بالمرضى الأصغر سنًا. كما يمكن استخدام هذه التقنية لعلاج تساقط الشعر لدى الأشخاص الذين يعانون من أحد الحالات التالية:
- الرجال المصابون بالثعلبة الأندروجينية، والمعروفة باسم الصلع الوراثي عند الذكور.
- النساء اللاتي يعانين من تساقط الشعر أو الصلع الوراثي.
- الأشخاص الذين لديهم تساقط الشعر بعد إجراء جراحي، مثل شد الوجه.
- الأشخاص الذين لديهم تساقط للشعر نتيجة للحروق أو أي شكل آخر من أشكال إصابة فروة الرأس.
- الأشخاص الذين يرغبون في تغيير شكل خط الشعر لديهم.
من هم الأشخاص الذين لا تجرى عليهم عملية زراعة الشعر؟
- الأشخاص الذين ليس لديهم مواقع مانحة كافية يمكنها تغطية المناطق الصلعاء من فروة الرأس.
- الأشخاص الذين فقدوا الشعر أثناء استخدام بعض الأدوية والعلاجات مثل العلاج الكيميائي.
- الأشخاص الذين تتكون لديهم ندبات سميكة وأحيانًا ليفية بعد الجراحة.
- الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر على نطاق واسع في جميع أنحاء فروة الرأس، وخاصة النساء.
أنواع جراحات زراعة الشعر
هناك طريقتان رئيسيتان لحصاد بصيلات الشعر، ولكل طريقة منهما مزاياها وتحدياتها الفريدة بها:
زرع الوحدة الجرابية (FUT)
في هذه الطريق، يقوم الجراح بإزالة شريحة من الجلد يبلغ طولها من 6 إلى 10 بوصات من مؤخرة الرأس. ثم يضعها جانبًا ويخيط فروة الرأس. بعد ذلك، يقوم فريق الجراح بتقسيم شريحة فروة الرأس هذه إلى ما بين 500 لـ 2000 طعمة صغيرة، كل منها بشعرة فردية أو بضع شعرات فقط. يعتمد نوع وعدد الطعوم في هذه الطريقة على نوع الشعر وجودته ولونه وحجم المنطقة التي يحصل منها على الطعوم.
استخراج الوحدة الجرابية (FUE)
إذا كنت ستخضع لعملية FUE، فسيقوم فريق الجراح بحلق جزء من مؤخرة فروة رأسك. ثم يقوم الطبيب بإزالة بصيلات الشعر واحدة تلو الأخرى من هناك. بعد تحضير الطعوم، يقوم الجراح بتنظيف المنطقة التي سيتم زراعة الشعر فيها وتخديرها، ثم يقوم بعمل شقوق أو ثقوب باستخدام مشرط أو إبرة، ثم يضع كل طعم بدقة في إحدى الثقوب.
لماذا يفضل معظم الأشخاص تقنية FUT على تقنية FUE؟
- ضرر أقل لطعوم الشعر: يحدث تلف في البصيلات في كلتا التقنيتين. إلا أنه يتم استخراج الشعر في تقنية FUT، من الشريط المحصود تحت المجهر مما يزيد من فرص الإزالة الآمنة للبصيلات السليمة.
- رضوض أقل: تسبب تقنية FUT رضوض أقل لفروة الرأس لأن الطعوم تتم إزالتها في شريط واحد. أما في تقنية FUE، يقوم الجراح بغرزات متعددة على فروة الرأس لإزالة البصيلات بشكل فردي. تكون الغرزات المتعددة أكثر أذية للرأس.
- تستغرق الجراحة وقتًا أقل: تسمح تقنية FUT للجراح بإجراء الجراحة مع الفنيين الذين يمكنهم استخراج البصيلات من الشريط الشعر بينما يغطي الجراح الجروح المتبقية على فروة الرأس. بهذه الطريقة، يعمل الفريق بشكل أسرع من جراح FUE الذي يقوم عادةً بالإجراء لوحده.
- القدرة على تحمل التكاليف: كون إجراء FUE لا يمكن إجراؤه إلا من قبل خبراء تعني أن التكلفة من المرجح أن تكون أعلى مقارنة بإجراء FUT.
على الرغم من ذلك فإن تقنية FUE يمكن أن تكون أيضًا خيارًا جيدًا لأنها أقل إيلامًا من تقنية FUT، كما أنها لا تترك ندبات. من ناحية أخرى، تبدو النتائج أكثر طبيعية عند مقارنتها بـ FUT.
مضاعفات جراحة زراعة الشعر:
ترتبط عمليات زراعة الشعر بمضاعفات ما بعد الجراحة في موقع المانح أو المتلقي. وتشمل هذه المضاعفات:
- النزيف: يكون النزيف نادر الحدوث ويمكن إيقافه بضغط بسيط أو خياطة إضافية.
- الخدر: قد يعاني موقع المانح من خدر مؤقت لمدة تصل إلى 18 أسبوعًا، ولكنه لا يكون مزعجًا عادة ويختفي دون أي ضرر.
- الفواق: يعاني حوالي 5٪ من المرضى من الفواق الذي يمكن أن يستمر لعدة ساعات بعد الجراحة.
- العدوى: تحدث العدوى لشخص واحد فقط من بين ألف حالة ويمكن علاجها باستخدام المضادات الحيوية.
- القشرة: قد تتكون قشرة على موقع المانح.
- التورم والارتخاء: قد يحدث تورم أو ارتخاء في فروة الرأس.
- قد تبدو بعض خصلات الشعر بهيئة غير طبيعية.
إقرأ أيضا: مراكز زراعة الشعر في سوريا | 2024
هل تستحق جراحة زراعة الشعر العناء؟
يتجه المزيد والمزيد من المرضى إلى جراحة زراعة الشعر لأنها تقدم نتائج أفضل مقارنة بالعلاجات الأخرى. وفقًا لنتائج دراسة نُشرت في المكتبة الوطنية للطب، تقدم زراعة الشعر فوائد جمالية كبيرة لكل من الرجال والنساء. كما أن تطور جراحة استبدال الشعر لدرجة تم فيها الجمع بين التطعيم المصغر والتطعيم المجهري أدى إلى إيجاد ممارسي الصحة طرقًا أكثر كفاءة لاستخدام شعر المتبرع. من ناحية أخرى أدى التحسن في التكنولوجيا بدوره إلى تحسين طرق حصاد الشعر وإنشاء الطعوم وزرعها مما أدى إلى ارتفاع نسبة الشعر القادر على النمو تحت عملية الزرع. وبذلك تشمل فوائد زراعة الشعر ما يلي:
- يتم تحقيق النتائج بشكل أسرع وأكثر أمانًا وإرضاءً، وذلك بفضل التكنولوجيا المتقدمة اليوم.
- العملية الجراحية نفسها غير مؤلمة ولا تتطلب سوى تخدير موضعي. إن الانزعاج الذي يشعر به المريض بعد العملية يمكن تحمله بشكل عام ومن المرجح أن يتم متابعة علاجه على أساس العيادات الخارجية.
- تجلب الجراحة معها فوائد عاطفية مذهلة، حيث يحصل المرضى على مظهر يجعلهم يشعرون بمزيد من الثقة والاطمئنان.
قبل اتخاذك قرار الخضوع لجراحة زراعة الشعر هناك أشياء يجب عليك معرفتها
قبل أن تقرر وضع فروة رأسك تحت المشرط، هناك بعض القضايا المهمة التي يجب أن تضعها في الاعتبار:
- كن واقعيًا: من غير المرجح أن تمنحك عملية زراعة الشعر رأسًا مليئاً بالشعر، خاصة إذا بدأت بدون الكثير منه. لقد وردت تقارير عن محاولات زرع فاشلة في مختلف أنحاء العالم. وفي بعض الأحيان يتعين على الشخص الخضوع للجراحة ما يصل إلى ثلاث مرات قبل نجاح عملية الزرع.
- التكلفة: تعتمد تكاليف عملية الزرع على التقنية المستخدمة ومدى تساقط الشعر وسمعة الطبيب وخبرته من بين عوامل أخرى. ومما هو معروف لدى برامج الرعاية الطبية وشركات التأمين الطبي استبعاد الجراحة التجميلية من الدعم المالي. ومع ذلك، فإن استبدال الشعر الناتج عن الحروق أو الصدمات يعتبر علاجًا ترميميًا وقد يكون مؤهلاً للحصول على الدعم المالي.
- لا تعد عملية زرع الشعر علاجًا للصلع عند الذكور. سيغطي الشعر المزروع فروة الرأس الصلعاء ولكنه لا يستطيع حمايتك من المزيد من الصلع.
- الأدوية: يُنصح بالإفصاح عن أي دواء تتناوله بانتظام أو استخدمته مؤخرًا، بما في ذلك المكملات الغذائية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الفيتامينات.
- لا تقدم نتائج فورية: يمكن أن يستغرق الشعر المزروع ما يصل إلى 9 أشهر قبل أن تنمو جذوره ويبدأ في النمو.
- قد تواجه بعض المضاعفات / الآثار الجانبية بعد الخضوع للجراحة. كما أنه قد وجد أن بعض العادات تزيد من خطر حدوث مضاعفات، وخاصة التدخين.
- بعد الجراحة، قد تخضع لعلاج طبي مستمر لفترة معينة.
بعد جراحة زراعة الشعر
- ننصحك باتباع جميع التعليمات التي يقدمها لك طبيبك.
- بعد الجراحة، تكون فروة الرأس حساسة للغاية. قد تحتاج إلى تناول مسكنات الألم لعدة أيام. لا تتردد في الإبلاغ عن أي ألم شديد أو نزيف أو أي أعراض أخرى.
- اتبع الإرشادات العامة المنصوص عليها للعناية بالجروح. سيطلب منك الجراح ارتداء ضمادات فوق فروة رأسك لمدة يوم أو يومين على الأقل. قد يصف لك أيضًا مضادًا حيويًا أو دواءً مضادًا للالتهابات لتتناوله لعدة أيام.
- ينصحك الجراحون بالابتعاد عن النشاط الشاق الذي قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يجعلك تنزف. قد يكون من الضروري أيضًا تجنب ممارسة الجنس لمدة تصل إلى 10 أيام لأسباب مماثلة.
المراجع:
Hair Transplant Procedures: Average Cost, What to Expect, and More