اهداف التربية المقارنة

في عالم يتسم بالتغيرات المتسارعة والترابط الوثيق بين الأمم، تبرز أهمية اهداف التربية المقارنة كأداة لفهم مختلف النظم التعليمية والثقافات التربوية، تتخطى التربية المقارنة حدود الفضول الأكاديمي لتُصبح ضرورةً لمعلمي اليوم، صانعي السياسات التربوية، والباحثين، بل وحتى أفراد المجتمع بشكل عام.

اهداف التربية المقارنة

تتنوع اهداف التربية المقارنة لتشمل جوانب نظرية وعملية، تهدف جميعها إلى تنمية الفهم والمعرفة حول مختلف جوانب العملية التربوية. وتشمل هذه الأهداف الرئيسية ما يلي:

1. الفهم:

  • فهم النظم التعليمية: تسعى التربية المقارنة إلى فهم خصائص و مكونات النظم التعليمية المختلفة.
  • من حيث أهدافها، هيكلها، المناهج الدراسية، أساليب التقييم، و فلسفتها التربوية.
  • فهم القضايا التربوية: تُساعد دراسة النظم التعليمية المقارنة على فهم القضايا التربوية المُشتركة التي تواجهها الدول.
  • مثل تسرب الطلاب، و فجوة المهارات، و التفاوت التعليمي.
  • فهم العوامل المؤثرة على التربية: تُحلل التربية المقارنة العوامل الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، و الثقافية التي تُشكل النظم التعليمية وتؤثر على مسارها.

2. التطوير:

  • تطوير الممارسات التربوية: تُقدم التربية المقارنة أفكارًا و ممارسات مُبتكرة من مختلف أنحاء العالم.
  • ممّا يُتيح للمعلمين و صانعي السياسات فرصة الاستفادة من التجارب الناجحة و تحسين ممارساتهم التربوية.
  • تطوير المناهج الدراسية: تُساعد دراسة المناهج الدراسية في الدول المختلفة على تبادل الأفكار والخبرات.
  • وتطوير مناهج دراسية مُتطورة تُلبي احتياجات المُتعلمين في عالمٍ مُتغير.
  • تطوير السياسات التربوية: تُقدم التربية المقارنة بيانات و تحليلات تُساعد صانعي السياسات على اتخاذ قراراتٍ مُستنيرة بشأن تطوير السياسات التربوية و تحسين جودة التعليم.

3. التعاون:

  • تعزيز التعاون الدولي: من اهداف التربية المقارنة حيث تُشجع التربية المقارنة على تبادل الأفكار والخبرات بين الدول، وتعزيز التعاون الدولي في مجال التعليم.
  • فهم الثقافات المختلفة: تُساعد دراسة النظم التعليمية على فهم الثقافات والقيم المُختلفة، وتعزيز التسامح والحوار بين الحضارات.
  • إعداد مواطنين عالميين: تُساعد التربية المقارنة على إعداد طلابٍ مُتفتحين على العالم.
  • قادرين على التعامل مع التنوع الثقافي وحلّ المشكلات العالمية.

تعريف التربية المقارنة

بعد أن تعرفنا على اهداف التربية المقارنة يمكننا تُعرّيف التربية المقارنة بأنها ذلك العلم الذي يهتم بدراسة وتحليل النظم التربوية في مختلف أنحاء العالم.

بهدف فهمها وفهم العوامل المؤثرة عليها، وتحديد أوجه التشابه والاختلاف بينها، واستخلاص الدروس المستفادة منها لتطوير وتحسين النظم التعليمية.

مراحل التربية المقارنة

ننتقل هنا في إطار حديثنا عن اهداف التربية المقارنة عن المراحل التي مرّت بها التربية المقارنة عبر تاريخها بمراحلٍ متطورة، عكست التغيرات الفكرية والثقافية التي شهدها العالم. 

ففي مراحلها الأولى، اتسمت الدراسات المقارنة بتركيزها على وصف النظم التعليمية المختلفة، بينما اتجهت في المراحل اللاحقة إلى تحليلها وتفسيرها، مُستعينةً بنظريات علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة.

مجالات التربية المقارنة

مجالات التربية المقارنة

تُغطّي التربية المقارنة مجالاتٍ واسعةً ضمن اهداف التربية المقارنة تشمل:

  • النظم التربوية: دراسة مكونات النظام التربوي مثل الأهداف والمناهج والمحتوى والتقويم، وتحليل العوامل المؤثرة عليها.
  • الممارسات التربوية: دراسة أساليب التدريس والتعلم، وتقييم فعاليتها، وتحديد أفضل الممارسات العالمية.
  • التاريخ التربوي: دراسة تطور النظم التربوية عبر الزمن، وفهم العوامل التي أدت إلى هذه التطورات.
  • الفلسفة التربوية: دراسة الأفكار التربوية المختلفة، ومقارنة وجهات النظر الفلسفية حول التربية والتعليم.
  • قضايا التربية المقارنة: دراسة القضايا التربوية المعاصرة مثل المساواة والعدالة والجودة والشمول، وتحليلها من منظورٍ مقارن.

وظائف التربية المقارنة

تُؤدّي التربية المقارنة وظائفٍ متعددةً تأتي ضمن حديثنا عن اهداف التربية المقارنة، من أهمها:

  • فهم النظم التربوية: تُساعد على فهم طبيعة ومكونات النظم التربوية المختلفة، وتحديد أوجه التشابه والاختلاف بينها.
  • تطوير النظم التربوية: تُساهم في تحسين النظم التربوية من خلال الاستفادة من التجارب الناجحة في الدول الأخرى.
  • حلّ المشكلات التربوية: تُساعد في تحليل المشكلات التربوية وتحديد أسبابها، واقتراح حلولٍ فعّالة لها.
  • تنمية التفكير النقدي: تُعزّز مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الطلاب، وتُساعدهم على تقييم النظم التربوية بشكلٍ موضوعي.
  • تعزيز التسامح الثقافي: تُساعد على فهم الثقافات المختلفة وتقديرها، وتعزيز التسامح والاحترام بين الشعوب.

صعوبات البحث في التربية المقارنة

صعوبات البحث في التربية المقارنة

نجد عند توضيح اهداف التربية المقارنة أنه يواجه الباحثون في مجال التربية المقارنة العديد من الصعوبات، من أهمها:

1. تنوع النظم التعليمية:

يُعدّ تنوع النظم التعليمية في مختلف أنحاء العالم من أكبر التحديات التي تواجه الباحثين، حيث يصعب مقارنة أنظمة تختلف في أهدافها وهياكلها وممارساتها.

2. صعوبة جمع البيانات:

قد يواجه الباحثون صعوبة في جمع البيانات الدقيقة والموثوقة عن النظم التعليمية في بعض الدول، خاصة تلك التي تُعاني من عدم الاستقرار السياسي أو الاجتماعي.

3. تحليل البيانات:

تتطلب تحليل البيانات المقارنة مهارات إحصائية متقدمة وفهمًا عميقًا للظروف الثقافية والسياسية والاقتصادية المختلفة.

4. تفسير النتائج:

قد يكون تفسير نتائج الدراسات المقارنة صعبًا، حيث يجب مراعاة العديد من العوامل التي قد تؤثر على النتائج.

الأسئلة الشائعة عن اهداف التربية المقارنة:

ما الغاية من دراسة التربية المقارنة؟

تُعدّ دراسة اهداف التربية المقارنة بمثابة رحلة استكشافية عبر عوالم التربية المختلفة، تهدف إلى:

  • فهم أعمق للنظام التربوي الخاص بنا: من خلال مقارنة نظامنا التربوي بأنظمة أخرى.
  • نستطيع فهمه بشكل أفضل، وتحديد نقاط قوته وضعفه، وتقييم فعاليته في تحقيق أهدافه.
  • الاغتناء من تجارب الآخرين: تُتيح لنا دراسة التربية المقارنة التعرف على أفضل الممارسات التربوية في مختلف أنحاء العالم.
  • مع تعظيم الاستفادة من التجارب والخبرات لدى الدول الأخرى داخل النظام التربوي.
  • توسيع آفاقنا الفكرية: تُساعدنا دراسة التربية المقارنة على الخروج من قوقعة أفكارنا المألوفة.
  • بجانب اكتساب منظور جديد للتربية والتعليم، وفهم التحديات التي تواجهها النظم التربوية في مختلف البلدان.
  • تعزيز التسامح والتفاهم: من خلال التعرف على ثقافات مختلفة ونُظم تعليمية متنوعة.
  • نُصبح أكثر قدرة على احترام الاختلافات وتقدير تنوع الثقافات.
  • إعداد معلمين وتربويين أكفاء: تُساعد دراسة التربية المقارنة المعلمين والتربويين على اكتساب مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.
  • وتطوير قدرتهم على التكيف مع التغيرات، وتحسين ممارساتهم التعليمية.

ما الهدف من المقارنة؟

لا تهدف المقارنة في التربية المقارنة إلى إصدار أحكام قيمة على النظم التربوية المختلفة، بل تتضمن اهداف التربية المقارنة:

  • فهم أوجه التشابه والاختلاف: تسعى التربية المقارنة إلى تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين النظم التربوية المختلفة من حيث الأهداف والمحتوى والمنهجيات وطرق التقييم.
  • تحديد العوامل المؤثرة على النظم التربوية: تُساعد التربية المقارنة على فهم العوامل الإجتماعية والثقافية.
  • والاقتصادية والسياسية التي تُؤثّر على النظم التربوية وتُشكلها.
  • استخلاص الدروس المستفادة: من خلال المقارنة، نستطيع استخلاص الدروس المستفادة من تجارب الدول الأخرى.
  • وتطبيقها على نظامنا التربوي مع مراعاة ظروفنا الخاصة.
  • تجنب تكرار الأخطاء: تُساعدنا التربية المقارنة على تجنب تكرار الأخطاء التي وقعت فيها الدول الأخرى في مجال التربية والتعليم.

ما هي اهداف التربية العملية؟

بجانب اهداف التربية المقارنة تهدف التربية العملية إلى:

  • تزويد الطلاب بالمهارات والمعارف اللازمة للنجاح في سوق العمل: تُركّز التربية العملية على تعليم الطلاب.
  • مهارات عملية قابلة للتطبيق في مختلف مجالات العمل، مثل مهارات حل المشكلات، والتفكير النقدي، والتواصل، والعمل الجماعي.
  • ربط النظرية بالتطبيق: تُساعد التربية العملية الطلاب على ربط ما يتعلمونه في الفصول الدراسية بالتطبيقات الواقعية.
  • مما يُعزّز فهمهم للمواد الدراسية ويُحفّزهم على التعلم.
  • إعداد الطلاب للحياة: تُساعد التربية العملية الطلاب على اكتساب مهارات حياتية ضرورية.
  • مثل مهارات إدارة الوقت، واتخاذ القرارات، والتكيف مع التغيير.
  • تعزيز روح المبادرة والابتكار: تُشجّع التربية العملية الطلاب على التفكير بشكل إبداعي، وتطوير مهارات حل المشكلات، واكتساب روح المبادرة والابتكار.

ما هي اهداف التربية الايجابية؟

تُركز التربية الإيجابية على تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الطلاب.

مثل التعاون والاحترام والمسؤولية وتأتي في إطار الحديث عن اهداف التربية المقارنة، من أهم أهداف التربية الإيجابية:

  • بناء الثقة بالنفس: تسعى التربية الإيجابية إلى مساعدة الطلاب على بناء الثقة بأنفسهم وقدراتهم.
  • من خلال التركيز على نقاط قوتهم وإنجازاتهم.
  • تعزيز احترام الذات: تهدف التربية الإيجابية إلى مساعدة الطلاب على احترام أنفسهم واحترام الآخرين.
  •  من خلال خلق بيئة مدرسية آمنة وداعمة.
  • تنمية مهارات التعلم: تساعد التربية الإيجابية الطلاب على تنمية مهارات التعلم.
  • مثل حل المشكلات والتفكير الإبداعي، من خلال تشجيعهم على المشاركة في الأنشطة التعليمية واكتشاف مواهبهم.
  • خلق بيئة مدرسية سعيدة: تسعى التربية الإيجابية إلى خلق بيئة مدرسية سعيدة وإيجابية، حيث يشعر الطلاب بالراحة والأمان والتحفيز.

روابط مفيدة:

شيري احمد

طالبة في كلية الحقوق
كاتبة مقالات خبرة ثلاث سنوات في كتابة المحتوي الحصري في مجالات متنوعة بما فيها المجال الطبي، التقني، الخدمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *