مقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي: بين الفصول الدراسية والشاشات.

أصبح التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي (أو التعلم الإلكتروني) من أكثر الوسائل شيوعًا لتوصيل المعرفة، في عصر التكنولوجيا المتقدمة، حيث يعتبر التعليم الافتراضي بديلاً حديثًا يتيح للمتعلمين الدراسة من أي مكان وفي أي وقت، بينما يعتمد التعليم التقليدي على وجود المعلم والطلاب في نفس المكان. في هذا المقال، سنقوم بمقارنة التعليم الافتراضي بالتعليم التقليدي من حيث الفوائد والعيوب، والأساليب، والتحديات.

مقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي: بين الفصول الدراسية والشاشات.

مقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي:

حتى نقارن بين التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي لنعرف كل منهما:

التعليم الافتراضي (أو التعلم الإلكتروني):

التعليم الافتراضي هو نظام تعليمي يعتمد على استخدام التكنولوجيا لتوفير المحتوى التعليمي، حيث يتم التعلم عبر الإنترنت. يشمل هذا النظام مجموعة متنوعة من المنصات والأدوات، مثل دورات الفيديو، والندوات عبر الإنترنت، ومنتديات النقاش.

الغرض من التعليم الإلكتروني:

إتاحة الفرصة لأكبر عدد من فئات المجتمع للحصول على التعليم والتدريب. لأنه تغلب على عوائق المكان والزمان، مثلا صعوبة المواصلات أو صعوبة الاتفاق على وقت محدد للمحاضرة. أيضا تقليل تكلفة التعليم على المدى الطويل، يرجع سبب انتشار وتنامي التعليم الالكتروني إلى قلة التكلفة حيث إن تكلفة التنقل تكاد تكون غير موجودة سواء بالنسبة للطالب أو المتدرب، كما إن المحاضرين لا يتقاضون رواتب شهرية كما هو الحال في التعليم التقليدي، بل يتقاضون أجورا نظير كل محاضرة في معظم الحالات،

بالإضافة إلى ذلك فإن توفير التعليم إلكترونيا لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة لإنشاء مباني كبيرة وفصول دراسية والتي عادة تتطلب تخصيص مبالغ لإدارتها وصيانتها. ويعود انتشار التعليم ألإلكتروني أيضا إلى مرونة التعلم حيث إن عملية التعليم أو التدريب تتم بمرونة كبيرة من حيث الزمان والمكان. كما إن التطور التقني والمنافسة الشديدة بين مقدمي البرامج الدراسية والتدريبية جعلا هذه البرامج في متناول شرائح كبيرة من المجتمع الأمر الذي أدى بدوره إلى انتشار التعليم الإلكتروني.


يعتبر التعليم الإلكتروني الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والمادية فإنه يحل مشكلة التخصصات النادرة حيث أصبح من السهل على المتعلم التواصل مع أي تخصص علمي نادر في أي موقع من العالم مباشرة وخلال لحظات معدودة كما ان المادة التدريبية المعدة من قبل المؤسسات التعليمية متاحة لمن يرغب وهذا يساعد في تراكم الخبرات و بكلفة قليلة.
تحويل الفلسفة التعليمية التقليدية المعتمدة على المجموعة، إلى التعليم المعتمد على الفرد وذلك
من خلال:

  • الوقت و المنهج وتمارينه تعتمد على مستوى ومهارات الطالب وليس على معدل
    المجموعة.
  • الطالب المتميز يستطيع التقدم دون انتظار الطلاب الأقل مستوى.
  • الطالب الأقل مستوى لديه وقت لرفع مستواه.

المزايا:

  1. المرونة: يمكن للمتعلمين الوصول إلى المحتوى في أي وقت ومن أي مكان، مما يسهل عليهم التوفيق بين الدراسة والعمل أو الأنشطة الأخرى.
  2. التنوع في المحتوى: يوفر التعليم الافتراضي مجموعة واسعة من المواد التعليمية التي يمكن تخصيصها وفقًا لاحتياجات الطلاب.
  3. التفاعل: يمكن للطلاب التواصل مع المعلمين وزملائهم عبر منصات مختلفة، مما يعزز من تجربتهم التعليمية.
  4. التقنيات الحديثة: يستفيد الطلاب من الأدوات التكنولوجية مثل الواقع الافتراضي والمحاكاة، مما يجعل التعلم أكثر تفاعلية وجاذبية.

العيوب:

  1. نقص التفاعل الشخصي: يفتقر التعليم الافتراضي إلى اللمسة البشرية الموجودة في الفصول الدراسية التقليدية، مما قد يؤثر على تجربة التعلم.
  2. التحديات التقنية: يمكن أن تواجه بعض الطلاب مشاكل في الوصول إلى الإنترنت أو الأجهزة اللازمة للتعلم.
  3. الدافعية الذاتية: يتطلب التعليم الافتراضي مستوى عالٍ من الانضباط الذاتي، حيث يمكن أن يكون من السهل تفويت الدروس أو عدم الالتزام بالمواعيد النهائية.

فوائد التعليم الالكتروني:

  • زيادة إمكانية الاتصال بين الطلبة فيما بينهم، وبين الطلبة والمدرسة، وذلك من خلال سهولة الاتصال ما بين هذه الأطراف في عدة اتجاهات مثل مجالس النقاش، البريد الالكتروني، غرف الحوار. ويرى الباحثين أن هذه الأشياء تزيد وتحفز الطلاب على المشاركة والتفاعل مع المواضيع المطروحة.
  • المساهمة في وجهات النظر المختلفة للطلاب، المنتديات الفورية مثل مجالس النقاش وغرف الحوار تتيح فرص لتبادل وجهات النظر في المواضيع المطروحة مما يزيد فرص الاستفادة من الآراء والمقترحات المطروحة ودمجها مع الآراء الخاصة بالطالب مما يساعد في تكوين أساس متين عند المتعلم وتتكون عنده معرفة وآراء قوية وسديدة وذلك من خلال ما أكتسبه من معارف ومهارات عن طريق غرف الحوار.
  • الإحساس بالمساواة، بما إن أدوات الاتصال تتيح لكل طالب فرصة الإدلاء برأيه في أي لقاعات الدرس التقليدية التي تحرمه من هذه الميزة، إما لسبب سوء وقت ودون حرج، خلافا تنظيم المقاعد، أو ضعف صوت الطالب نفسه، أو الخجل، أو غيرها من الأسباب، لكن هذا النوع من التعليم يتيح الفرصة الكاملة للطالب لأنه بإمكانه إرسال رأيه وصوته من خلال أدوات الاتصال المتاحة من بريد إلكتروني ومجالس النقاش وغرف الحوار. هذه الميزة تكون أكثر فائدة لدى الطلاب الذين يشعرون بالخوف والقلق لأن هذا الأسلوب في التعليم يجعل الطلاب يتمتعون بجرأة أكبر في التعبير عن أفكارهم والبحث عن الحقائق أكثر مما لو كانوا في قاعات الدرس التقليدية. وقد أثبتت الدراسات أن النقاش على الخط يساعد ويحث الطلاب على المواجهة بشكل أكبر.
  • سهولة الوصول إلى المعلم،أتاح التعليم الإلكتروني سهولة كبيرة في الحصول على المعلم والوصول إليه في أسرع وقت وذلك خارج أوقات العمل الرسمية ، لان الم تعلم أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته للمعلم من خلال البريد الإلكتروني، وهذه الميزة مفيدة وملائمة للمعلم من أن يظل مقيدا على مكتبه. وتكون أكثر فائدة للذين تتعارض ساعات عملهم أكثر بدلا مع الجدول الزمني للمعلم، أو عند وجود استفسار في أي وقت لا يحتمل التأجيل.
  • توفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع (24 ساعة في اليوم7،أيام في الاسبوع)هذه الميزة مفيدة للأشخاص المزاجيين أو الذين يرغبون التعلم في وقت معين، وذلك لأن بعضهم كذلك للذين يتحملون أعباء ومسؤوليات شخصية، فهذه والآخر مساء يفضل التعلم صباحا الميزة تتيح للجميع التعلم في الزمن الذي يناسبهم.
  • الاستمرارية في الوصول إلى المناهج،هذه الميزة تجعل الطالب في حالة استقرار ذلك لأن بإمكانه الحصول على المعلومات التي يريدها في الوقت الذي يناسبه، فلا يرتبط بأوقات فتح غلاق المكتبة، مما يؤدي إلى راحة الطالب وعدم إصابته بالضجر.
  • تقليل حجم العمل في المدرسة، التعليم الالكتروني وفر أدوات تقوم بتحليل الدرجات والنتائج والاختبارات وكذلك وضع إحصائيات عنها .

التعليم التقليدي:

التعليم التقليدي هو النظام التعليمي القائم على الفصول الدراسية، حيث يتواجد المعلم والطلاب في مكان واحد. يشمل هذا النوع من التعليم المحاضرات، والنقاشات، والأنشطة العملية.

الغرض من التعليم التقليدي:

  • نقل المعرفة: يهدف التعليم التقليدي إلى نقل المعرفة والمهارات من المعلم إلى الطلاب، حيث يقوم المعلم بتوجيه الدروس وشرح المحتوى.
  • تطوير التفكير النقدي: يعزز التعليم التقليدي من مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، حيث يتم تشجيع الطلاب على التفكير بعمق وتحليل المعلومات.
  • تنمية القيم والأخلاق: يساهم التعليم التقليدي في غرس القيم الأخلاقية والاجتماعية في نفوس الطلاب، مما يساعدهم في أن يصبحوا مواطنين مسؤولين.
  • توفير قاعدة علمية: يسعى التعليم التقليدي إلى توفير قاعدة علمية قوية في مختلف المجالات، مما يساعد الطلاب على فهم العالم من حولهم.
  • إعداد الطلاب لسوق العمل: يهدف التعليم التقليدي إلى تجهيز الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لدخول سوق العمل والمنافسة فيه.
  • تعزيز الانضباط والتنظيم: من خلال اتباع نظام دراسي محدد، يعزز التعليم التقليدي الانضباط والتنظيم في حياة الطلاب.
  • تفاعل اجتماعي: يتيح التعليم التقليدي للطلاب فرصة التفاعل مع أقرانهم، مما يسهم في بناء مهارات التواصل والعمل الجماعي.

    على الرغم من تطور أساليب التعليم، إلا أن التعليم التقليدي لا يزال له دور مهم في بناء الشخصية والمعرفة.

المزايا

  1. التفاعل المباشر: يتيح التعليم التقليدي للطلاب التفاعل وجهًا لوجه مع المعلمين وزملائهم، مما يسهل بناء العلاقات الاجتماعية.
  2. البنية المنظمة: يوفر التعليم التقليدي بيئة منظمة ومهيكلة تساعد الطلاب على التركيز والانضباط.
  3. التعلم العملي: يمكن للطلاب المشاركة في الأنشطة العملية والتجريبية التي تعزز من تجربتهم التعليمية.
  4. الدعم الفوري: يمكن للطلاب الحصول على المساعدة الفورية من المعلمين في حالة وجود أي صعوبات.

العيوب

  1. المرونة المحدودة: يتطلب التعليم التقليدي التواجد في مكان معين في أوقات محددة، مما قد يكون تحديًا للطلاب ذوي الجداول المزدحمة.
  2. التكاليف: قد تكون تكاليف التعليم التقليدي أعلى، نظرًا لاحتياجات البنية التحتية والمرافق.
  3. نمط التعلم الثابت: يمكن أن يكون الأسلوب التعليمي في الفصول الدراسية التقليدية جامدًا، مما قد لا يتناسب مع جميع أنماط التعلم.

بعد أن تعرفنا على كل من التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي لنقارن بين التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي:

مقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي: بين الفصول الدراسية والشاشات.

مقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي:

العاملالتعليم الافتراضيالتعليم التقليدي
المرونةعالٍ، يمكن الوصول في أي وقتمنخفض، يتطلب التواجد في وقت محدد
التفاعلعبر الإنترنت، أقل شخصيةتفاعلي وجهًا لوجه
التكاليفغالبًا أقلأعلى بسبب البنية التحتية
التنوعواسع ومتعددمحدود بالنمط الدراسي
الدافعيةتتطلب انضباطًا ذاتيًادعم مباشر من المعلمين
مقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي

مقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي من حيث التحديات:

  1. التحديات التقنية: تواجه التعليم الافتراضي تحديات تتعلق بالبنية التحتية التكنولوجية، بينما يواجه التعليم التقليدي مشاكل مثل الحاجة إلى مرافق تعليمية مناسبة.
  2. التكيف مع التغيير: يتطلب التعليم الافتراضي من المعلمين والطلاب التكيف مع التكنولوجيا، مما قد يكون صعبًا للبعض.
  3. ضمان الجودة: يتطلب كلا النوعين من التعليم ضمان جودة التعليم والمحتوى المقدم، وهو ما قد يكون تحديًا في كل من النظم.
مقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي: بين الفصول الدراسية والشاشات.

ختاماً، بعد أن قارنا بين التعليم التقليدي والتعليم الافتراضي. بعيدا عن هيكل الصف والمقاعد الدراسية والالتزام بوقت ومكان المحاضرة وبمدة الفصل الدراسي أصبح بالإمكان التعلم من خلال وسائل التعلم الحديثة ذات التقنية العالية وعلى شبكات النت لذا نوصي بحزم المناهج التقليدية إلى مناهج رقمية (الكترونية) ويقوم بذلك كادر فني ذو كفاءة تقنية عالية في مجال الحاسوب وشبكات النت.

مقالات ذات صلة:

مدرسة العلا الافتراضية: أفضل المدارس الافتراضية في حماه.

أسماء أفضل المدارس الافتراضية في سوريا 2025 – 2024

 المدرسة السورية الذكية الافتراضية في السويداء: كل ما تود معرفته


المصادر:

وزارة التربية في سوريا – التعليم الإلكتروني

بوابة التعليم والتدريب المهني


Sara Muhannad aljerf

طالبة صيدلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *