سنتحدث هنا عن 6 علامات تدل على أن طفلك لا يحصل على كمية كافية من حليب الأم. فإذا كنتِ ترضعين طفلكِ رضاعة طبيعية، فمن الطبيعي أن يكون لديكِ العديد من الأسئلة.
إن التساؤل باستمرار حول ما إذا كنتِ تُقدمين لطفلكِ الرضاعة بشكلٍ صحيح هو أمر طبيعي تمامًا، فمراقبة صحة طفلكِ ورعايته مسؤولية كبيرة.
لذا، عندما تبدأين بالشك في كفاية كمية الحليب التي يتناولها طفلك، اعلمي أن قلقكِ نابع من حبكِ له، فكل الأمهات على مر العصور كنّ يشعرن بنفس القلق.
جدول المحتويات
كيف أعرف إن كان طفلي لا يحصل على كمية كافية من حليب الثدي؟
بالطبع، لا توجد مقاييس دقيقة على الثدي لتحديد كمية الحليب التي يتناولها الطفل. مع ذلك، من أهم المؤشرات التي تُساعد على معرفة ما إذا كان الطفل يتناول كمية كافية من الحليب، متابعة مواعيد فحص الوزن لدى طبيب الأطفال، والتأكد من تبليل كمية كافية من الحفاضات.
معظم الأطفال ينموون بشكل طبيعي ويحققون نمواً صحياً على حليب الثدي وحده حتى عمر ستة أشهر تقريباً، وهو الوقت المناسب لبدء إدخال الأطعمة الصلبة تدريجياً.
لكن عملية الرضاعة الطبيعية قد لا تسير بسلاسة لدى جميع الأمهات، وحتى في حال كانت تسير بشكل جيد، قد يصعب التأكد من أنها مثالية. وهنا نشاركك بعض العلامات التي قد تشير إلى أن طفلك لا يحصل على كمية كافية من الحليب.
6 علامات تدل على أن طفلك لا يحصل على كمية كافية من حليب الأم
1- ضعف في زيادة الوزن
يُعد نمو طفلك مؤشرًا مهمًا على كفاية كمية الحليب التي يتناولها. لذلك نجد العديد من الأطفال حديثي الولادة في عيادة أطباء الأطفال، للتأكد من نموهم بشكل طبيعي، ومعالجة أي مخاوف لديكم بشأن الرضاعة الطبيعية.
حيث يفقد الطفل بعض الوزن خلال الأيام الأولى من عمره، وهذا أمر طبيعي حيث يتكيف جسمه مع الحياة خارج الرحم.
ومن المتوقع أن يعود وزن الطفل إلى وزنه عند الولادة بعد أسبوعين تقريبًا، وبعد ذلك يجب أن يظهر منحنى نموه زيادة مستقرة في الوزن.
ولكن في حال توقف وزن طفلك عن الزيادة، فقد يكون ذلك دليلاً على عدم حصوله على كمية كافية من الحليب.
فالطبيب يراقب زيادة مستقرة في الوزن على المدى الطويل، وليس التغيرات اليومية. فقد يقل وزن الطفل يومًا ما بسبب الإسهال، ثم يزيد في اليوم التالي. فبمعنى آخر، الأهم هو متوسط الوزن. لذا، فإن وزن طفلك مرارًا وتكرارًا في المنزل قد لا يمنحك الطمأنينة التي تبحثين عنها.
2- عدم كفاية كمية البول
رطوبة الحفاضات تُعد مؤشرًا مهمًا على صحة طفلك. فكل ما يدخل جسم الطفل يجب أن يخرج منه، والبول علامة على أن طفلك يتناول كمية كافية من الحليب وأن جسمه يعمل بشكل طبيعي.
فبحسب الأطباء عند بلوغ الطفل ستة أيام، يجب أن يكون عدد الحفاضات الرطبة التي يرتديها يوميًا ستة على الأقل.
مرة أخرى، نحن نتحدث عن المتوسط. إذا تبول طفلك خمس مرات في اليوم، فلا داعي للقلق أو التوجه فورًا إلى الطبيب. طالما أن عدد مرات تبوله يوميًا ست مرات أو أكثر، فأنتِ مطمئنة على صحته. أما إذا كان أقل من ذلك، فاستشيري الطبيب.
أما بالنسبة للبراز، فلا يُعد عدد مرات إخراج البراز مؤشرًا دقيقًا، خاصة عند الرضاعة الطبيعية.
يوضح الدكتور باريت: “أرى أطفالًا يخرجون البراز 10 مرات يوميًا، وهذا طبيعي. وأرى أطفالًا آخرين يخرجون البراز مرة واحدة كل سبعة أيام، وهذا أيضًا طبيعي. لذا، لا يُمكن الاعتماد على عدد مرات إخراج البراز كمعيار دقيق”.
3- أعراض الجفاف عند الرضع
قد يشير قلة عدد حفاضات الطفل الرطبة إلى إصابته بالجفاف. ولكن هناك أعراض أخرى أيضاً، مثل:
- جفاف الفم: يطلق الأطباء على هذا الحالة اسم “جفاف مخاط الفم”. فالفم الرطب عند الطفل يعني إفراز كمية كافية من اللعاب (وقد يلاحظ تساقط بعض اللعاب). أما إذا كان فم الطفل ولحييه ولسانه جافين أو لزجين، فقد يكون هذا دليلاً على نقص كمية الحليب التي يتناولها.
- عدم بكاء الطفل مع الدموع: قد لا يبكي الرضع حديثو الولادة مع الدموع، وهذا أمر طبيعي. أما الأطفال الأكبر من 4 أشهر، فيجب أن يبكوا مع الدموع.
4- عدم ارتياح الطفل بعد الرضاعة
هذه مشكلة شائعة، فبعض الأطفال يكونون بطبعهم أكثر هدوءًا من غيرهم. مع ذلك، من المتوقع أن يشعر طفلك بالراحة والرضا بعد الرضاعة.
قد تسمعين أحيانًا وصف هذا الوضع بـ”الرضاعة الشافية” أو “الراحة بعد الرضاعة”. وهو حالة من الهدوء والراحة التي يشعر بها الطفل بعد إشباع شهيته. يكون الطفل في هذه الحالة مسترخيًا، وقد يغفو بعد انتهاء الرضاعة.
أما إذا لم يحصل الطفل على كمية كافية من الحليب، فمن غير المرجح أن يشعر بالشبع، وسيعبر عن ذلك ببكائه أو حركاته المضطربة. فقد يظهر على الطفل الذي لم يحصل على كمية كافية من الحليب بعض الأعراض، مثل:
- العدم الارتياح
- البكاء
- حركة الرأس المستمرة بحثًا عن الثدي (استجابة الرضاعة)
- اليقظة الزائدة
5- مشاكل الرضاعة الطبيعية
الحقيقة هي أن الرضاعة الطبيعية قد تكون غير مريحة في البداية، حتى تتعود الأم والطفل عليها. قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتمكن الطفل من الإمساك بحلمة الثدي بشكل صحيح، وحتى تتعود الحلمة على ذلك.
فمن الطبيعي أن تشعر الأم ببعض عدم الراحة خلال الأسبوعين الأولين من الرضاعة، فهذه تجربة جديدة لكِ ولطفلكِ.
يوجد فرق بين عدم الراحة والألم الشديد. إذا شعرتِ بألم شديد أثناء الرضاعة، فقد يكون ذلك دليلاً على أن الطفل لا يرضع بشكل صحيح. وإذا استمر عدم الراحة مع مرور الوقت، فهذا أيضاً قد يشير إلى وجود مشكلة في وضعية الرضاعة. فوضعية الرضاعة الصحيحة مهمة لراحة الأم ولضمان حصول الطفل على كمية كافية من الحليب.
فأحياناً، قد تفرز الأم كمية كافية من الحليب، لكن قد يواجه الطفل صعوبة في سحب الحليب من الثدي.
إقرأ أيضاً: تجشؤ الرضيع: التقنيات والنصائح والتوقيت المناسب
6- انخفاض كمية الحليب المستخلص بمضخة الحليب
إذا كنتِ قلقة بشأن كمية الحليب التي يتناولها طفلك، فقد ترغبين في استخدام مضخة الحليب للتأكد من كفاية كمية الحليب المنتجة. يبدو هذا منطقيًا، وقد يشير انخفاض كمية الحليب المستخلصة إلى أن طفلك لا يحصل على كمية كافية من الحليب.
لا داعي للقلق إذا انخفضت كمية الحليب المستخلصة. فقد لا يعني ذلك أن طفلك لا يحصل على كمية كافية من الحليب أثناء الرضاعة.
فإذا كانت المضخة مناسبة وتعمل بشكل جيد، فقد يعني انخفاض كمية الحليب المستخلصة أن كمية الحليب المنتجة قليلة، ولكن لا تستعجلين في استخلاص أي استنتاجات بناءً على هذا العامل وحده، خاصة إذا لم تظهر على طفلك أي علامات أخرى تدل على نقص في الرضاعة.
ماذا تفعلين إذا لم يحصل طفلك على كمية كافية من الحليب؟
إذا كنتِ قلقة من أن طفلك لا يحصل على كمية كافية من الحليب، فاستشارة الطبيب أو المعالج المختص يجب أن تكون أول خطوة. وذلك لاختبار وزن طفلك، ومناقشة مخاوفك، وإرشادك حول الإجراءات اللازمة.
إذا تبين أن طفلك لا يحصل على كمية كافية من الحليب اللازمة لنموه، فقد يُوصي الطبيب بما يلي:
- مراجعة الطبيب بشكل دوري لمراقبة نمو طفلك.
- الاستعانة بخبير رضاعة لمعالجة مشاكل الرضاعة.
- تغيير نظامك الغذائي لزيادة كمية الحليب.
- إضافة حليب صناعي لتعزيز كمية الحليب.
في الختام
إن الرضاعة الطبيعية مهمة صعبة ومسؤولة، وقد ترافقها بعض المخاوف. ثقي بحدسكِ، واستعيني بفريق الرعاية الصحية، واعلمي أن الدعم متوفر.
المراجع
