ما هي متلازمة الاحتراق النفسي، الأعراض، الأسباب، وطرق العلاج

أكتوبر 22, 2024
Anood Sharani
Health, Politics
0

تبحث عن معلومات عن متلازمة الاحتراق النفسي هذا المصطلح ظهر في أواخر القرن العشرين ، كتعبير عن حالة التعرض للضغوط النفسية لفترات طويلة، إليك هذا المقال الذي يوضح مفهوم متلازمة الاحتراق النفسي .

جدول المحتويات:

متلازمة الاحتراق النفسي

1 -تعريف متلازمة الاحتراق النفسي

بأنها حالة من الإنهاك البدني و النفسي و الذهني ، و الجسدي المطول ، هي حالة يكون فيها المريض قد استهلك كمية كبيرة من المشاعر المرافقة للتوتر و الضغوط و القلق .

ويظهر نتيجة عدم معالجة المشكلات والضغوط بنجاح ،يبدأ بشكل متدرج ولا يظهر فجأة

متلازمة الاحتراق النفسي

لا تظهر بمجرد العمل لساعات طويلة او القيام بأكثر من عمل ولكن يظهر عندما يكون الشخص لا يملك السيطرة على الأحداث أو على الوظيفة ويحدث عندما يقوم بأعمال تتعارض مع أخلاقه ومواهبه وإمكانياته ويكون العمل لا يعبر عن ذاته ولا يحمي كيانه .ويعاني الفرد الذي يعاني من الاحتراق النفسي من العجز عن معالجة التحديات والضغوط

الاحتراق النفسي لا تظهر ملامحه على الشكل الخارجي للمريض بل يبدو بحالة طبيعية لكن من الداخل هومحطم ومنهك .

تأثير متلازمة الاحتراق النفسيعلى المحيطين :

يؤثر على الأشخاص المحيطين بالمريض ويسبب لهم التوتر والإنهاك و القلق والضغط وقد يعيق سير حياتهم بشكل طبيعي

ظهور مصطلح متلازمة الاحتراق النفسي

:في عام 1974 أشار عالم النفس الأماني الأمريكي هيربرت فرودينبرغر إلى مشكلة وأعراض الإنهاك المهني في إحدى عيادات المدمنين والمشردين في نيويورك، وقد اتضح من خلال متابعته لحالاتهم ان معظم الاشخاص المدمنين والمشردين قد أنهكوا انفسهم بالعمل واستنفذوا طاقتهم بشكل مبالغ فيه، وانهم يعانون من ضعف القدرة على معالجة المشكلات بنجاح.

وقد تم تصنيفهذا المرض ضمن فئة الأمراض ذات المخاطر النفسية و الاجتماعية و المهنية حيث أنها أصبحت أكثر انتشاراً نتيجة التغير الذي حصل على طبيعة العمل وتنوعه وانتشار وسائل الاتصال الحديثة والتداخل المتشعب بين اوقات الراحة وأوقات العمل.

الفرق بين الشخص الطبيعي والشخص الذي يعاني من متلازمة الاحتراق النفسي :

الشخص الطبيعي ينظر لمعوقات الحياة على أنها جزء من الحياة ويحدث لجميع الأشخاص دون استثناء وهي وسيلة للنمو والتطور واكتساب خبرات جديدة حيث يزداد ثقة ووعي وإدراك بعد اجتيازه تحدي ما أو معالجته لمشكلة ما .

الشخص الطبيعي يتسم بالمرونة والتكيف يأخذ الأمور الصعبة بفكاهة وتروي ، يقسم العمل إلى مراحل ، يعرف من أين يبدأ وأين ينتهي ، يبحث عن أكثر من حل ويضع بدائل للحلول

أما الشخص الذي يعاني من متلازمة الاحتراق النفسييشعر وكأنه يتعرض لمؤامرة مقصودة وموجهة له شخصياً إما من أشخاص أو حتى من الأقدار ، يسيطر عليه الشعور بالشك ، والشعور بالقلق والعجز، ويشعر أن المشكلات تأتي بغير وقتها وأن مشكلاته معقدة أكثر من غيره وأنه لا يملك حلول واقعية لها وأن مشكلاته تتراكم بدون حل وحتى إن حلت فإن الحلول لا تعجبه وليست حسب تطلعاته .

الاحتراق النفسي يجعل الشخص لواماً للآخرين غير مراعي لشعورهم وأحاسيسهم ويتعامل معهم بشكل مجرد من الإنسانية وكأنهم مكونات مادية .

وهو لا يصل لمرحلة الرضا بسهولة وحتى أنه يشعر بأن مشكلات الآخرين جزء من مشكلاته وتعيق سير عمله .

يشعر دائماً بالضيق والتعب

الفرق بين الإرهاق ومتلازمة الاحتراق النفسي :

الشخص المرهق يشعر بأعراض مشابهة للاحتراق النفسي ولكن يتحسن بشكل جيد وتختفي الأعراض عندما تختفي الضغوط وتحل المشكلات التي كانت تعيقه وعندما يستعيد السيطرة على حياته

أما الشخص الذي يعاني من الاحتراق النفسي فإن أعراض التوتر والقلق والتعب والإرهاق تستمر حتى بعد غياب المشكلات والضغوط

من هم الأشخاص المعرضون للإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسي :

_ المهن على اختلافاتها :الموظفون ،الرياضيون ، رجال الاعمال ، الاطباء والمدرسون ، الفنانون ونجوم اليوتيوب ، الطلاب بشكل عام

_ربات البيوت المهملين عاطفياً و نفسياً و اللواتي لم يتاح لهن فرصة التعبير عن أنفسهن و إثبات ذواتهن .

_ القائمون بأعمال روتينية رتيبة تفتقر للتجديد .

_ الأشخاص الذين لديهم معايير أداء مرتفعة والذين يربطون قيمتهم الشخصية والاجتماعية بتفوقهم بالعمل.

_ الاشخاص الذين يعتبرون العمل وسيلة لتحقيق الذات ، والذين لا يملكون مكان لإشباع ذواتهم غير العمل.

_الأشخاص الذين يقومون بأعمال تتطلب معايير أداء مرتفعة أو الذين يقومون بأعمال تسعى لأهداف صعبة المنال .

_ الأشخاص الذين لديهم تطلعات غير واقعية لا تناسب قدراتهم و إمكانياتهم

أعراض متلازمة الاحتراق النفسي:

ذكرت منظمة الصحة العالمية ثلاثة اعراض اساسية و هي الشعور بالإعياء و اللامبالاة حيال العمل و تدني الأداء

وهناك أعراض ثانوية :

أعراض نفسية : أفكار ومشاعر سلبية ، شعور بالفشل ، إحباط ، غياب الدافع للعمل ،أعراض اكتئاب ، عدم إظهار التعاطف مع من حوله

أعراض اجتماعية : سوء علاقة المصاب مع من حوله عدم تطور علاقاته الاجتماعية وانحسارها تدريجياً

أعراض سلوكية : انسحاب من المسؤوليات ، انخفاض الكفاءة ، تراجع الإنتاجية ، عدم الالتزام بالمواعيد التفريغ السلبي للمشاعر

أعراض جسدية :اضطراب النوم ،تسرع في نبضات القلب ،شعور بالتوتر والضيق ،ارتفاع ضغط الدم ، الصداع ، الشعور المستمر بالتعب ،

أسباب متلازمة الاحتراق النفسي:

السبب الرئيسي والمباشر : هو الضغط الشديد والمستمر الذي يتعرض له الفرد في محيط العمل مع غياب الإصغاء والتقبل الخارجي وغياب التعزيز والدعم المحيطي .

وهناك أسباب متنوعة تساهم في تهيئة الأرضية المناسبة لنمو الاحتراق منها :

أسباب تنظيمية :متعلقة بطريقة تنظيم العمل وتوزيع المهام و هنا تبرز مهارة الفرد و قدرته على إدارة أعماله بشكل جيد .

قد تكون بيئة العمل غير مناسبة ضغوط ، زملاء عمل سلبيين ، بيئة عمل فوضوية ، عدم تقدير الإنجازات ، صعوبات في الترقية والمكافآت .

عدم القدرة على السيطرة على ظروف العمل أو الساعات المفروضة للعمل مثل ساعة الوصول و وقت الانصراف

العلاقة مع الرؤساء: قد تكون العلاقة مع رئيس العمل سيئة ،ولا يحتمل الشخص توجيهات رئيسه أو انتقاداته ، عدم تلقي الدعم والتقدير من زملائه ، التعرض للسخرية والتنمر منزملائه

أسباب تتعلق بطبيعة المهن : المهن التي تتطلب مجهود عقلي وفكري عالي ، المهن التي تتطلب دقة عالية وتحمل مسؤولية ، المهن التي تتطلب مواصفات نوعية عالية المستوى ، المهن التي فيها مسؤولية تجاه العملاء ، ساعات العمل الطويلة والتي تعيق قضاء الوقت مع أسرته او اصدقائه .

أسباب فردية : تتعلق بصفات الشخص وطبيعة تكوينه والأكثر عرضة للاحتراق النفسي هومن يتصف بالجمود وضعف المرونة وعدم تقبل التغيرات ببساطة والتشاؤم أو الشخص الذي لا يستطيع بناء علاقات جيدة مع الآخرين ، الشخص الذي يتطلع لنتائج مثالية .الشخص المنسحب اجتماعياً ، والذي لا يستطيع المواجهة او المطالبة بحقوقه .

أسباب صحية : تعرض الشخص لظروف صحية أعاقت مواصلة عمله بشكل جيد

مراحل متلازمة الاحتراق النفسي:

مرحلة الحماس : يكون لدى الشخص أهداف عديدة وتطلعات عالية ويبذل جهود وطاقة فكرية وذهنية عالية ، يتمتع بالحماس والنشاط .

مرحلة الركود :

بعد انتهاء مرحلة الحماس تبدأ مرحلة الركود ، حيث يشعر الشخص ان الحاجات المادية والمهنية والشخصية التي لديه لم يتم إشباعها ويبدا بملاحظة أن الأمور لا تسير وفق ما خطط له ولا حسب مواصفاته، وقد يكون ذلك بسبب الروتين القاتل للعمل أو المحسوبيات أو النظام البيرو قراطي ، أو بسبب بعض الأشخاص المحبطين

مرحلة الإحباط :هنا يبدا الشعور بالعجز والفشل ويتلاشى الحافز للعمل ، وتبدأ النظرة السلبية للذات بالظهور وما يساعد في ذلك عدم وجود معززات خارجية واجتماعية داعمة يلجا إليها الشخص لتعويض الأضرار النفسية التي سببها العمل .

مرحلة البلادة : أي مرحلة الانهيار الانفعالي والشعوري ،حيث يستهلك الشخص كمية كبيرة من المشاعر والقلق والتوتر والانفعال ، فيبدو عليه وكأنه فارغ من الطاقة وليس لديه القدرة على شحن نفسه أو المحاولة مجدداً ،حيث تسوء علاقته مع زملائه ورؤسائه في العمل وحتى مع المستفيدين من عمله ( مراجعين – طلاب – مرضى ) وهنا يظهر سوء معاملته لهم وكأنهم جزء من الاسباب ، تبني مواقف سلبية ،إصدار أحكام سلبية لاذعة على الظروف الأشخاص والقوانين .