تبحث عن مشكلة العنف عند الأطفال ؟ العنف من المشكلات التي يعاني منها الكثير من الأهل أثناء تربية أطفالهم ويبحثوا عن حلول تساعدهم في علاج هذا السلوك إليك في هذا المقال نبذة مختصرة عن مشكلة العنف الحلول المقترحة
جدول المحتويات:
العنف عند الأطفال
1 -تعريف العنف عند الأطفال
العنف عند الأطفال هو سلوك يقصد به إيقاع الأذى والألم إما للآخرين أو للشخص نفسه أو يكون موجه نحو تخريب الممتلكات فالعنف انحراف السلوك الاجتماعي للفرد عن المعايير التي حددها المجتمع .
العنف سلوك فطري موجود لدى الإنسان ولكن التنشئة الاجتماعية وقدرة الإنسان على التواصل الاجتماعي خففت من الحاجة لاستخدام العنف بل وضعت قيود وعقوبات صارمة عند اللجوء للعنف
وكلما كان الإنسان قادر على التواصل والتفاعل الاجتماعي والتعبير عن افكاره ومشاعره بطريقة سلمية قل استخدامه للعنف هذا يدل على ان مهارات الشخص الاجتماعية في التواصل تحد من السلوك العنيف
العنف عند الأطفال يكشف عن علاقة سيئة مع الأم فرعاية الطفل لا تتوقف على إطعامه وتنظيفه بل تحتاج لتواصل مميز مع الأم فالأم تغذي مشاعر الحب والتقبل الغير مشروط الهدوء والسلام والأمن عند الطفل وإذا حدث نقص في هذا المصدر فإن الطفل لا يمكن تعويضه بل سيحاول البحث عن مصدر الحب والأمان والتقبل بطريقة عنيفة وعدوانية
الطفل بحاجة للاحتضان والعناق عدة مرات في اليوم مما يحدث توازن في هرمونات الدماغ التي تسبب استرخاء وتبعد عن الطفل التوتر مثل هرمون الاكسيتوسين الذي يسمى هرمون الحب والتقبل وكلما تم إفرازه بانتظام هذا يتيح للطفل نمو عقلي واستقرار نفسي جيد وضمان تفاعل اجتماعي سليم
2 -المشاعر المسببة للعنف عند الطفل:
-الشعور بالإهمال وعدم تلبية الحاجات الجسدية والنفسية للطفل قد يسبب العنف عند الأطفال.
-الاحتياج للحب والاحتواء والتفهم والاحتضان
-ضعف الحوار الإيجابي بين الطفل والقائمين على رعايته حيث لا يتاح له التعبير عن افكاره
-عدم السماح للطفل التعبير عن مشاعره ووجدانه
-شعور الطفل بالرفض وعدم التقبل والدونية
-احساس الطفل بالعجز والفشل وعدم القدرة على الإنجاز وشعوره بتقييد حريته عدم السماح له بمشاركة رأيه
– الاحتياج لشعور الأمان والطمأنينة
-الشعور بالغيرة والحسد من أقران أو الغيرة من وجود مولود جديد
-الحاجة لتحقيق الذات والشعور بالأهمية
قد يكون العنف عند الأطفال سلوك موجه نحو الطفل أو سلوك صادر عنه.
3 – أشكال العنف الموجه نحو الطفل وهي :
1– إساءة المعاملة الجسدية : يكون أذى مقصود من القائمين على رعاية الطفل نحو جسد الطفل كالضرب إما جسدي أو باستخدام ادوات أو القرص والعض
2– إساءة المعاملة المعنوية :
-حرمان الطفل من الابتسام والعناق والاحتضان والحب والتقبل :هذه السلوكيات تعتبر الاهم في تربية الطفل لضمان النمو النفسي السليم والشعور بالأمان.
-التقليل من شان الطفل وخصوصاً أمام الآخرين.
-حرمان الطفل من الكلمات المحفزة الإيجابية.
-مقارنة الطفل مع غيره من الأقران .
-استخدام ألفاظ مهينة وبذيئة ووصفه بصفات سلبية وسيئة .
– تهديد الطفل أو استغلاله أو ابتزازه .
-إهمال نظافة وغذاء الطفل وتعليمه وهدر وقته بدون فائدة يعتبر عنف .
3 – إساءة المعاملة الجنسية : كتعريض الطفل لمشاهدة مشاهد جنسية أو الاستعراض أمامه أو مداعبة اعضاء الجنسية للطفل أو القيام بفعل جنسي مع الطفل بشكل مباشر أو غير مباشر.
ممارسة اشكال العنف على الطفل يهيئ التربة الخصبة لانحراف سلوكه واستخدامه للعنف لاحقاً وارتكابه الجرائم .
4 – العوامل المؤثرة في العنف عند الأطفال:
العوامل الذاتية : من الممكن أن تنتقل سلوكيات العنف والتي تؤدي إلى العنف عند الأطفال عن طريق الجينات فيكون الطفل المنحدر من أحد والدين عنيفين لديه قابليةلسلوك طرق عنيفة واستخدام القوة في حل النزاعات ولكن يمكن تهذيب دور الجينات بالتربية السليمة .
العوامل الأسرية : يقوم بعض الآباء بتقويم سلوك الطفل وتهذيبه عن طريق العقاب الجسدي وهو الأسوأ كوسيلة لرده عن خطأه وضمان عدم تكراره والطفل في مرحلة الطفولة المبكرة لا يعرف مفهوم الخطأ فبالنسبة للطفل جميع السلوكيات متاحة ولا يدرك ما هو الخطأ والصواب ولا يفهم ما هو المقبول اجتماعياً وما هو المرفوض بل كل سلوك يقوم به الطفل يكون القصد من وراءه التعلم والاكتشاف والفضول
ومن المعروف ان 90% من سلوك الطفل يتم برمجته في سن 6 سنوات
وبعض الآباء يباهون بقدرات أبنائهم الجسدية وقدرتهم على ضرب اقرانهم وإلحاق الهزيمة بهم فيشجعونهم على استعراض قدرتهم الجسدية ضد أقرانهم لإثبات سيطرتهم.
وإن كان الطفل مسالماً ويتعرض للعنف من اقرانه فإن الآباء يحاولون إكسابه سلوكيات عنيفة للدفاع عن نفسة وهنا يختلف الأطفال في سرعة اكتساب العنف فبعضهم لديه ميول قوية لاكتساب هذه المهارات بسهولة وتقبل أكثر من غيرهم
هذا ما يرفع حساسية الطفل تجاه العنف ويجعله معتاد عليه على انه سلوك طبيعي ويدفعه هذا لاحقاً إلى ارتكاب جرائم وارتكاب سلوكيات منحرفة
*- عن طريق التقليد و اللعب: ينمو الطفل ضمن اسرته ووالديه وإخوته يكتسب منهم السلوكيات والعادات وينمي مهاراته بالملاحظة والتقليد .
وقد يلجأ بعض الآباء عن غير قصد إلى ممازحة الطفل بالعنف كالضرب أو الملاكمة أو العض بقصد المرح حتى ولولم يكن مؤلماً فإن الآباء لا يدركون أن هذه السلوكيات هي البذور الأولى لنشأة العنف .
وقد يكون لألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في اكتساب السلوك العنيف
العوامل المدرسية : تلعب المدرسة دوراً اساسياً بعد الأسرة في تشكيل سلوك الطفل فتساهم المدرسة في إكساب الطفل إضافة إلى التعليم مهارات سلوكية فإذا كان السلوك المسيطر في المدرسة قائم على العنف فإن الطفل سيكتسب هذا السلوك لاحقاً
العوامل المجتمعية والأسرية : في بعض المجتمعات يكون العنف هو السلوك السائد والمسيطر للتعبير عن حالات الغضب وقد يعتبر الطريقة الأساسية في فض النزاعات أوقد تكون الأسرة يسيطر عليها العنف الأسري او قد يكون أحد الوالدين مدمناً على شرب الكحول والمخدرات وماله تبعات من سلوكيات شاذة فينشأ الطفل وهو يشاهد مشاهد عنف حقيقية قد تكون تعرض الأم للضرب والتعنيف من قبل الأب أو قد يكون عنف متبادل بين الوالدين أمام الأطفال وقد يكون عنف موجه من الوالدين نحو الأطفال هنا يتعلم الطفل أن العنف وسيلة لحل المشكلات وإثبات السيطرة والرأي
5 –تفسير ظاهرة العنف عند الأطفال:
التحليل النفسي :ترى هذه النظرية أن العدوان غريزة موجودة في الإنسان لها غايتها وهي الدفاع عن الفرد ضد الهجمات الخارجية للحفاظ على السلامة والبقاء ولكن مع التطور البشري تم تصعيد هذه الغريزة وتهذيبها
نظرية الإحباط والعدوان : تقول هذه النظرية أن كل حالة عدوان تسبقها حالة إحباط وهو الباعث الأول للعدوان وقد يكون الإحباط بسبب ظروف مادية او احباطات معنوية
نظرية التعلم : تقول بأن سلوك الإنسان الاجتماعي هو سلوك مكتسب وليس فطري وينشأ بالملاحظة المباشرة وغير المباشرة للمحيط الاجتماعي والتعلم منه
النظرية البنائية الوظيفية : تفسر العنف بأن العنف هو فقدان او ضعف الارتباط بالجماعات الاجتماعية التي تعمل على تنظيم وتوجيه السلوك وفقدان التوجيه والضبط الاجتماعي أو نتيجة فقدان سلوكيات بديلة للعنف .
كلما كان المجتمع حاضناً وراعياً لأفراده ملبياً لاحتياجاته المادية والمعنوية انخفض سلوك العنف .وكلما زاد التمييز بين أبناء المجتمع كالتمييز القائم على الجنس او اللون أو الدين او السياسة ازداد ت ظاهرة العنف .
6 -الآثار الجانبية للعنف عند الأطفال:
وجد العلماء ان نسبة 46%من الأطفال الذين لديهم سوء معاملة أثناء الطفولة يعانون من نقص الانتباه وفرط النشاط و43% من الأطفال يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة و16% من الأطفال يعانون اضطرابات متنوعة من السلوك كالوسواس القهري واضطرابات النطق والتأتأة والتبول الليلي وصعوبات التعلم المختلفة وحتى اضطرابات الأكل إما فقدان الشهية او فرط الأكل
اثبتت دراسة مصرية ل إيهاب ناشد عام1991 أن 30% من الآباء ذوي الدخل المنخفض يعاقبون أبنائهم بالضرب مقابل 19% من الآباء ذوي الدخل المرتفع وقد يصل العنف الموجه نح الطفل حد الاعتداء الجنسي
وقد يصل الحد بممارسة العنف أن يسبب بالموت للطفل وقد تصل النسبة إلى 6%من إجمال وفيات الأطفال
7 –علاج مشكلة العنف عند الطفل:
- إشباع الطفل بمشاعر الحب والقبول والاهتمام ،و حضن الطفل ومعانقته باستمرار
- الحد من النماذج العدوانية واتباع أساليب سلمية في تربيته وتعليمه
- تشجع الطفل على التعبير عن عواطفه ومشاعره بطريقة لفظية
- تعديل السلوك : تدريب الطفل على استبدال السلوكيات السلبية العنيفة بسلوكيات هادئة و سلمية .
- عدم مقارنة الطفل مع اقرانه ومعاملته كشخصية مهمة لها كيانها الخاص
- أن يشعر الطفل بتميزه و تفرده
- اتباع طرق عقاب لا عنفية تعتمد على تقويم السلوك لا على إهانة الطفل
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه تنمية هواياته ومواهبه
- تعزيز السلوك الإيجابي وإثابة الطفل على سلوكياته الجيدة
- عدم إحراج الطفل أو الاستهزاء به وخصوصاً امام الآخرين
- إبعاد الأسلحة والأدوات التي لها علاقة بالعنف
في الختام :
الطفل في سن مبكرة من السهل التحكم في تشكيل سلوكهم وتربية الأطفال هي فن وعلم وسلوك الطفل يعكس رقي الأهل ومستواهم الفكري امنح طفلك الحب والاهتمام الكافي وأحطه بالرعاية
المصادر
مقالات قد تعجبك:
كيفية التعامل مع الطفل العصبي؟ وما هي أسباب العصبية وانواعها عند الأطفال
