تبحث عن مشكلة التمرد النفسي عند الأطفال ؟ مشكلة التمرد تعيق التواصل مع الأطفال و يقدم هذا المقال لمحة عن مشكلة التمرد النفسي أسبابه وأعراضه و الحلول الممكنة.
جدول المحتويات
التمرد النفسي عند الأطفال
أولاً – تعريف التمرد النفسي عند الأطفال :
هو عبارة عن ردود فعل من الطفل بالرفض و العدائية و التحدي للآخرين لاسيما مع الوالدين و المعلمين بغية إثبات الذات المحافظة على الكيان و الفردية و فرض القوانين و المطالب الشخصية وتغيير الأنظمة و المعايير لمصلحته الشخصية .
ثانياً – مبررات سلوك التمرد عند الأطفال:
التمرد كسلوك عند الطفل يعبر عن نمط تفكير حر لا يقبل التقييد و لا يقبل الرضوخ وهو غالباً سلوك لحماية الذات من تعدي الآخرين و يعبر في الغالب عن الشعور بقيمة عالية للذات
- الضغوط و الاحباطات التي تدفع الفرد إلى التمرد حتى يتخلص من الإحباطات .
- محاولة الحفاظ على الحرية التي تهدد بالإزالة.
- رفض سلطة الوالدين و الأنظمة و القوانين التي يفرضها الأهل و المدرسة و المجتمع .
- يتبع الأطفال سلوك التمرد لتغيير الواقع و فرض قوانينهم الخاصة
- قد يقوم الطفل بالتمرد على الأهل و المدرسة مدفوعاً من الآخرين لرفض سلطة الآخرين.
- سلوك التمرد يهدف إلى توكيد الذات و إثبات الرأي.
- سلوك التمرد قد توحي للأطفال بأنهم أصبحوا كباراً قادرين على إدارة شؤونهم الخاصة بدون تدخل من الكبار.
ثالثاً – أسباب التمرد النفسي
التمرد النفسي عند الأطفال لا يظهر من الفراغ و لا ينشأ بالفطرة و إنما هناك أسباب تدفع الطفل لاتباع مثل هذا السلوك و غالباً ما يسبق هذا السلوك شعوراً باختراق خصوصية الطفل و التعدي على حريته الشخصية والمساس بقيمته الشخصية أو تعريضه لظروف قاسية أو وضعه تحت جملة قوانين غير منطقية ولا مبررة بالنسبة له
- الحرمان الأسري المتمثل بفقدان أحد الوالدين أو كليهما و يكون التمرد كمحاولة رفض الطفل للحدث الصادم لديه وعدم تقبلهم للواقع.
- القسوة الأبوية والتسلط الأسري على الطفل و والقسوة وقلة مرونة الأهل في التعامل مع أطفالهم وعدم تقبلهم لفكرة نمو أطفالهم واستقلاليتهم.
- أساليب المعاملة الوالدية و التنشئة الاجتماعية التي تؤكد على ضرورة توكيد الطفل لذاته أو اثبات رجولته أو تشجيعه على العناد حتى يكون ذو تأثير على من حوله.
- تحقيق الرغبة في التحرر من قيود و سلطة الوالدين وذلك ليعبر عن شعوره بالقوة و السيطرة داخل الأسرةوهذا من أكثر الأسباب شيوعاً لسلوك التمرد النفسي عند الأطفال
- التمييز بين الأبناء و تفضيل أحدهم على الآخر يجعل الطفل المهمل أكثر ميلاً للتمرد للحصول على حقوقهم.
- تحقيق الاستقلال العاطفي الذي هو غاية التطور النفسي و سمة النضج و اكتمال النمو
- طريق لإثبات شخصياتهم لا سيما إذا كان قد تقدم في درجات التعليم و المركز الاجتماعي بينما كانت أسرهم أقل إنجازاً في التحصيل العلمي و مراكزهم الاجتماعية .
- غياب التوجيه السليم والقدوة الصحيحة ومعاملة الشاب و كقرة القيود الاجتماعية و الانبهار بالنمط الغربي والاهمال والقهر والتجاهل والحرمان و الإعلام الذي تعج برامجه بمثيرات تدعو الفرد للتمرد .
- ضعف المستوى الاقتصادي و الاجتماعي وقلة إشباع الحاجات والميول
رابعاً – سمات الطفل المتمرد
إن سلوك التمرد النفسي لعند الأطفال يترافق عادة بمجموعة من الصفات الشخصية والسلوكية التي يمكن ملاحظتها عادة في سلوك البيت أوفي سلوك المدرسة ويمكن اختصار ها بهذه الصفات :
- يتسم الطفل المتمرد بمشاعر قلة الرضا مع عائلاتهم وانتقاد سلوك والديهم .
- ظهور علامات عدم القدرة على إقامة علاقات جيدة مع الزملاء والمدرسين لأنهم دائمي الانتقاد لمن حولهم .
- الميل إلى مصاحبة الزملاء الذين لا يراعون الضوابط الاجتماعية في سلوكهم .
- لا يمكن التفاوض معهم والوصول إلى اتفاق منصف بين الط
- رفين و إنما يميلون إلى فرض كامل شروطهم وقيودهم دون التنازل عن أي جزء منها.
- ظهور انحرافات جنسية والعدوان على الأخوة والزملاء .
- العناد بقصد الانتقام ولاسيما من الوالدين .
- الاسراف الشديد في الانفاق ورغبة بتلبية المطالب والرغبات .
- التأخر الدراسي وعدم الاهتمام بالتحصيل العلمي إذا كانت المدرسة مصدر مثير للتمرد.
- فقدان المرونة في التعامل مع الآخرين وضعف في المرونة الفكرية.
- الشخصية القيادية والرغبة بإدارة الأمور الشخصية دون تدخل الكبار
- الميل إلى السيطرة والتحكم بالآخرين والاستهزاء بهم.
- الميل للتشاؤم والاكتئاب و المزاج السوداوي.
خامساً – أنواع التمرد النفسي
التمرد الإيجابي كسلوك بشري لا يعبر دائماً عن السلبية فالتمرد يعتبر سلوك بناء وسلوك متطور فلولا تمرد الإنسان على الظروف والطبيعة لما كون هذه الحضارة الانسانية ولو رضخ الإنسان لجميع الظروف لما استطاع الوصول إلى هذا المستوى من التقدم.
النمط السلبي : وهو ضار وهدام فمظاهر التمرد السلبي التي تنشأ في مرحلة الطفولة بقصد مقاومة القوانين والأنظمة الأسرية والمجتمعية من أخطر المشكلات التي تؤدي إلى بعد الطفل عن الأسرة والمجتمع وميله للانحراف مستقبلاً وسلوكه طريق الإدمان والجريمة.
النمط الإيجابي :وهو نوع من التمرد بقصد تغيير بعض الأنظمة ضمن الأسرة والتي تتعلق بطريقة معاملة الأهل للطفل وتلبية مطالبه والاعتراف بحقوقه وتحقيق طموحه نحو الاستقلال وهو فرصة لتغيير الأوضاع نح الإيجابية وإدخال التجديد.
سادساً – الآثار النفسية للتمرد
إن التمرد النفسي عند الأطفال إذا لم يحسن التعامل معه وعلاجه في وقت مبكر فإنه يعود بجملة من النتائج السلبية على الطفل وتمس استقرار الأسرة وهدوئها وهذه بعض النتائج السلبية لمشكلة التمرد النفسي للأطفال :
- الاتجاه مستقبلاً نحو الجنوح والإدمان
- الإصابة بالقلق العاطفي والاكتئاب والانطوائية والسلوك العصبي
- كثرة الشك والريبة والميل إلى تخريب الممتلكات والتدمير
- نوبات الغضب والصراخ المتكررة
- تراجع التحصيل العلمي والدراسي وعدم الرغبة بالدراسة وقلة التفاعل داخل غرفة الصف .
- ضعف التفاعل الاجتماعي وعدم الرغبة بالاختلاط مع الآخرين .
- شعور ملازم بالذنب وجلد الذات لأنهم يدركون أخطائهم ويرفضون تغيير أسلوبهم في التعامل .
سابعاً – ألية حدوث التمرد النفسي
- إن سلوك التمرد لا يحدث فجأة بل يتشكل من سلوك تراكمي حيث يكون الطفل مراقب للأمور التي لا تعجبه والتي يحاول تغييرها بداية بطرق سلمية ولكن عندما يحبط بشأن تجاهل التغيير الذي يريده يحدث التمرد
- إن الشخص أثناء سلوك التمرد لا يكون على وعي بالتمرد النفسي ولا يتقصد هذا السلوك إنما تكون محاولته في الحفاظ على حريته ومحاولته التحكم بذاته وعدم الإتاحة لمن حوله بالتحكم به .
- ينشأ سلوك التمرد الإيجابي نتيجة حرمان الطفل من حقوقه المشروعة وهو ينشأ من فكر راقي نتيجة احساس الطفل بأهميته واستقلالية كيانه ومن مطالبة بمساحة من الحرية الشخصية
- التمرد كسلوك إذا كان إيجابي وبقصد يبدو للوهلة الأولى أنه سلوك عنيف وعدواني و غير طبيعي غير أنه يعبر في صميمه عن سلوك واعي ومتقدم والهدف منه الحفاظ على الحرية الانسانية ومقاومة الخضوع للغير والمحافظة على الكيان المستقل إنه طريقة ” الأنا” في التعبير عنها وعن استقلاليتها
ثامناً- علاج مشكلة التمرد النفسي عند الأطفال
إن الأساليب الصحيحة للتعامل مع مشكلة التمرد النفسي عند الأطفال يجب أن تكون مدروسة وتعتمد على أسس نفسية صحيحة تحمي كيان الطفل وتهذبه وترضي مطالبه وهذه بعض أساليب التعامل مع مشكلة التمرد النفسي عند الأطفال:
1- لابتعاد عن التوبيخ والعنف والقسوة وعدم استخدام الضرب مطلقاً
2 – معاملة الطفل على أنه ناضج وعدم التحقير أو الاستهزاء بتصرفاته أبداً واحترام كيانه واستقلاليته.
3 – منح الطفل درجة من الحرية ومجال يتفق عليه مع الطفل ترسم حدود الطفل بشكل واضح ويمنع عليه تجاوز هذه الحدود .
4 – استخدام أسلوب المكافأة والتحفيز والابتعاد عن العقاب فهو من أفضل أساليب التعامل مع التمرد النفسي عند الأطفال.
5 – عدم إطلاق الوصف والتشبيهات على الطفل كوصفه بأنه عنيد أو متمرد أو مشاكس . ومناقشة سلوكياته الغير مرغوبة بهدوء وجعله يقترح بدائل أكثر سلمية لتعديل سلوكه.
6 – تنمية مواهب الطفل واهتماماته وملئ أوقات فراغه وإشراكه بالأندية الرياضية وذلك لقدرة الرياضة على تهذيب النفس واكتساب الروح الرياضية في التعامل حيث أن لحظات الفوز في الرياضة وتحقيق الانتصارات تشبع سلوك التمرد وتخفض حدته.
7- من الممكن أن ينتقل سلوك التمرد من الأهل إلى الأبناء لذا ينصح الأهل بأن يكون سلوكهم مرن وديناميكي بعيداً عن سلوكيات التمرد والعدوان لأن الطفل يكتسب السلوكيات بالتقليد والمراقبة .
8 – تلبية حاجات الطفل العاطفية والوجدانية وتقديم الحب الكافي له دون إفراط أو مبالغة.
9 –تعويد الطفل على احترام الأنظمة والقوانين بدون ترهيب بل بالانطلاق من مبدأ الرقي في احترام المبادئ والقوانين .
الختام
قدمنا في هذا المقال لمحة عن مشكلة التمرد النفسي عند الأطفال أسباب نشأة هذا السلوك وسلبياته وطرق التعامل عم سلوك التمرد النفسي عند الأطفال.
المصادر
التمرد النفسي وعلاقته بالقابلية للاستهواء
مقالات قد تعجبك:
نقص التركيز عند الأطفال| الأعراض، الأسباب، وطرق العلاج
أهمية الثقة بالنفس وأهم مقومات الثقة في النفس وأسباب فقدانها
المشكلات النفسية لدى المراهقين كل ماتود معرفته
كيفية التعامل مع الطفل العصبي؟ وما هي أسباب العصبية وانواعها عند الأطفال
10 نصائح في التعامل مع الطفل الذي يضرب أمه